إلى بغداد على طريق الموصل واستقل يوسف بملك آذربيجان وعرض على ابن أخيه المقام عنده فأبى وقلد المعتضد لأول خلافته ديوان المشرق لمحمد بن داود بن الجراح عوضا عن أحمد بن محمد بن الفرات وديوان المغرب علي بن عيسى بن داود بن الجراح ومات وزيره عبيد الله بن سليمان بن وهب فولى ابنه أبا القاسم مكانه * (الصوائف) * وفى سنة خمس وثمانين غزا راغب مولى الموفق من طرسوس في البحر فغنم مراكب الروم قتل فيها نحوا من ثلاثة آلاف وأحرقها وخرج الروم سنة سبع وثمانين ونازلوا طرسوس فقاتلهم أميرها واتبعهم إلى نهر الرحال فأسروه وفى سنة ثمان وثمانين بعث الحسن بن علي كوره صاحب الثغور بالصائفة فغزا وفتح حصونا كثيرة وعاد بالأسرى فخرج الروم في أثره برا وبحرا إلى كيسوم من نواحي حلب فأسروا نحوا من خمسة عشر ألفا ورجعوا * (وفاة المعتضد وبيعة ابنه) * كان بدر مولى المعتضد عظيم دولته وكان القاسم بن عبيد الله الوزير يروم نقل الخلافة في غير بنى المعتضد وفاوض في ذلك بدرا أيام المعتضد فأبى ولم يمكن القاسم مخالفته فلما مات المعتضد كان بدر بفارس بعثه إليها المعتضد لما بلغه أن طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث غلب عليها فبعث بدرا وولاه فلما مات عقد الوزير البيعة لابنه المكتفى وخشى من بدر فيما اطلع عليه منه فأعمل الحيلة في أمره وكان المكتفى أيضا يحقد لبدر كثيرا من منازعة معه أيام أبيه فدس الوزير إلى القواد الذين مع بدر بمفارقته ففارقه العباس ابن عمر الغنوي ومحمد بن إسحاق بن كنداج وخاقان العلجي وغيرهم فأحسن الملتقى إليهم وسار بدر إلى واسط فوكل المكتفى بداره وقبض على أصحابه وأمر بمحو اسمه من الفراش والاعلام وبعث الحسن بن علي كوره في جيش إلى واسط وعرض على بدر ما شاء من النواحي فقال لا بد لي ان أشافه مولاي بالقول فخوف الوزير المكتفى خائنته ومنعه من ذلك وشعر أن بدرا بعث عن ابنه هلال فوكل به ثم بعث الوزير عن القاضي أبى عمر المالكي وحمله الأمان إلى بدر فجاء بأمانه وبعث الوزير من اعترضه بالطريق فقتله لست خلون من رمضان وحمل أهله شلوه إلى مكة فدفن بها لوصيته بذلك وحزن القاضي أبو عمر لاخفار ذمته * (استيلاء محمد بن هارون على الري ثم أسره وقتله) * قد تقدم لنا ذكر محمد بن هارون وأنه كان من قواد رافع بن هرثمة ونظمه إسماعيل بن أحمد صاحب ما وراء النهر في قواده وبعثه لحرب محمد بن زيد فهزمه واستولى على طبرستان
(٣٥٤)