فارتحلوا راجعين إلى بلادهم وسار عساكر مصر في أثرهم حتى أبعدوا * (بقية خبر ابن أبي الساج) * قد تقدم لنا أن مؤنسا حارب يوسف بن أبي الساج عامل أذربيجان فأسره وحمله إلى بغداد فحبس بها واستقر بعده في عمله سبك مولاه ثم إن مؤنسا شفع فيه سنة عشر فأطلقه المقتدر وخلع عليه ثم عقد له على أذربيجان وعلى الري وقزوين وأبهر وزنجان على خمسمائة ألف دينار في كل سنة سوى أرزاق العساكر وسار يوسف إلى أذربيجان ومعه وصيف البكتمرى في العساكر ومر بالموصل فنظر في أعمالها وأعمال ديار ربيعة وقد كان المقتدر تقدم إليه بذلك ثم سار إلى أذربيجان وقد مات مولاه سبك فاستولى عليها وسار سنة احدى عشرة إلى الري وكان عليها أحمد بن علي أخو صعلوك وقد اقتطعها كما قدمنا ثم انتقض على المقتدر وهادن ما كان بن كالى من قواد الديلم القائم بدعوة ادلاد الأطروش في طبرستان وجرجان فلما جاء يوسف إلى الري حاربه أحمد فقتله يوسف وأنفذ رأسه إلى بغداد واستولى على الري في ذي الحجة وأقام بها مدة ثم سار عنها إلى همذان فاتح ثلاث عشرة واستخلف بها مولاه مفلحا وأخرجه أهل الري عنهم فعاد يوسف إليهم في جمادى من سنته واستولى عليها ثانية ثم قلده المقتدر سنة أربع عشرة نواحي المشرق وأذن له في صرف أموالها في قواده وأجناده وأمره بالمسير إلى واسط ثم منها إلى هجر لمحاربة أبى طاهر القرمطي فسار يوسف إلى طاهر وكان بها مؤنس المظفر فرجع إلى بغداد وجعل له أموال الخراج بنواحي همذان وساوة وقم وقاشان وماه البصرة وماه الكوفة وماسبذان لينفقها في عسكره ويستعين بها على حرب القرامطة ولما سار من الري كتب المقتدر إلى السعيد نصر بن سامان بولاية الري وأمره بالمسير إليها وأخذها من فاتك مولى يوسف فسار إليها فاتح أربع عشرة فلما انتهى إلى جبل قارن منعه أبو نصر الطبري من العبور وبذل له ثلاثين ألف دينار فترك سبيله وسار إلى الري فملكها من بد فاتك وأقام بها شهرين وولى عليها سيمجور الدواني وعاد إلى بخارى ثم استعمل على الري محمد بن أبي صعلوك فأقام بها إلى شعبان سنة ست عشرة وأصابه مرض وكان الحسن بن القاسم الداعي وما كان بن كالى أميري الديلم في تسليم الري إليهما فقدما وسار عنها ومات في طريقه واستولى الداعي والديلم عليها * (بقية الخبر عن وزراء المقتدر) * قد تقدم الكلام في وزارة حامد بن العباس وان علي بن عيسى كان مستبدا عليه
(٣٧٢)