بابه ووقف الناس يهنئونه بباب الجسر حتى إذا خف عنه الناس قطع الجسر وهرب وركب الجند في طلبه وأدركوه على فرسخ من بغداد وقتلوه وجاؤا برأسه إلى الأمين واختفى الفضل بن الربيع عند ذلك فلم يوقف له على خبر * (استيلاء طاهر على البلاد) * ولما جاء كتاب المأمون بالمسير إلى الأهواز قدم إليها الحسين بن عمر الرستمي وسار في أثره وأتته عيونه بأن محمد بن يزيد بن حاتم قد توجه من قبل الأمين في جند ليحمى الأهواز من أصحاب طاهر فبعث من أصحابه محمد بن طالوت ومحمد بن العلاء والعباس بن بخارا أخذاه مددا للرستمي ثم أمدهم بقريش بن شبل ثم سار بنفسه حتى كان قريبا منهم وأشرفوا على محمد بن يزيد بعسكر مكرم وقد أشار إليه أصحابه بالرجوع إلى الأهواز والتحصن بها حتى تأتيه قومه الأزد من البصرة فرجع وأمر طاهر قريش بن شبل باتباعه قبل أن يتحصن بالأهواز فخرج لذلك وفاته محمد بن يزيد إلى الأهواز وجاء على أثره فاقتتلوا قتالا شديدا وفر أصحاب محمد واستمات هو ومواليه حتى قتلوا وملك طاهر الأهواز وولى على اليمامة والبحرين وعمان ثم سار إلى واسط وبها السندي بن يحيى الحريشي والهيثم بن شعبة خليفة خزيمة بن حازم فهربا عنها وملكها طاهر وبعث قائدا من قواده إلى الكوفة وبها العباس بن الهادي فخلع الأمين وبايع للمأمون وكتب بذلك إلى طاهر وكذلك فعل المنصور بن المهدى بالبصرة والمطلب بن عبد الله ابن مالك بالموصل وأقرهم طاهر على أعمالهم وبعث الحرث بن هشام وداود بن موسى إلى قصر ابن هبيرة وأقام بجرجابا ولما بلغ الخبر بذلك إلى الأمين بعث محمد بن سليمان القائد ومحمد بن حماد البربري إلى قصر ابن هبيرة فقاتلهم الحرث وداود قتالا شديدا وهزموهم إلى بغداد وبعث الأمين أيضا الفضل بن موسى على الكوفة فبعث إليه طاهر بن العلاء في جيش فلقيه في طريقه فأراد مسالمته بطاعة المأمون كيادا ثم قاتله فانهزم إلى بغداد ثم سار طاهر إلى المدائن وعليها البرمكي والمدد متصل له كل يوم فقدم قريش بن شبل فلما أشرف عليهم وأخذ البرمكي في التعبية فكانت لا تتم له فأطلق سبيل الناس وركب بعضهم بعضا نحو بغداد وملك طاهر المدائن ونواحيها ثم نزل صرصر وعقد بها جسرا * (بيعة الحجاز للمأمون) * ولما أخذ الأمين كتب العهد من مكة وأمر داود بن عيسى وكان على مكة والمدينة بخلع المأمون قام في الناس ونكر نقض العهد وذكرهم ما أخذ الرشيد عليهم من
(٢٣٧)