عليه وعلى أهله * (خبر ابن أبي الساج) * قد تقدم لنا ولاية محمد بن أبي الساج على أذربيجان ومدافعة الحسين إياه عن مراغة ثم فتحها واستيلاؤه على أعمال أذربيجان وبعث المعتضد سنة ثنتين وثمانين أخاه يوسف بن أبي الساج إلى الصيمرة مدد الفتح القلانسي غلام الموفق فخرج يوسف فيمن أطاعه فولاه المعتضد على أعماله وبعث إليه بالخلع وأعطاه الرهن بما ضمن من الطاعة والمناصحة وبعث بالهدايا * (ابتداء أمر القرامطة بالبحرين والشأم) * كان في سنة احدى وثمانين قد جاء إلى القطيف بالبحرين رجل تسمى بيحيى بن المهدى وزعم أنه رسول من المهدى وانه قد قرب خروجه وقصد من أهل القطيف علي بن المعلى بن حمدان الرباديني وكان متغاليا في التشيع فجمع الشيعة وأقرأهم كتاب المهدى ليشيع الخبر في سائر قرى البحرين فأجابوا كلهم وفيهم أبو سعيد الجناني وكان من عظمائهم ثم غاب عنهم يحيى بن المهدى مدة ورجع بكتاب المهدى يشكرهم على اجابتهم وأمرهم أن يدفعوا ليحيى ستة دنانير وثلثين عن كل رجل منهم ففعلوا ثم غاب وجاء بكتاب آخر بأن يدفعوا إليه خمس أموالهم فدفعوا وأقام يتردد في قبائل قيس ثم أظهر أبو سعيد الجنابي الدعوة بالبحرين سنة ست وثمانين واجتمع إليه القرامطة والاعراب وقتل واستباح وسار إلى القطيف طالبا البصرة وبلغت النفقة فيه أربعة عشر ألف دينار ثم قرب أبو سعيد من نواحي البصرة وبعث المعتضد إليهم المدد مع عباس بن عمر الغنوي وعزله عن فارس وأقطعه اليمامة والبحرين وضم إليه ألفين من المقاتلة وسار إلى البصرة وأكثر من الحشد جندا ومتطوعة فسار ولقى أبا سعيد الجنابي ورجع من كان معه من بنى ضبة إلى البصرة ثم كان اللقاء فهزمه الجنابي وأسره واحتوى على معسكره وحرق الأسرى بالنار وذلك في شعبان من هذه السنة وسار إلى هجر فملكها وامن أهلها ورجع إلى أهل البصرة وبعثوا إليهم بالرواحل عليها الطعام والماء فاعترضهم بنو أسد واخذوا الرواحل وقتلوا الفل واضطربت البصرة وتشوف أهلها إلى الانتقال فمنعهم الواثقي ثم أطلق الجنابي العباس الغنوي فركب إلى الأبلة وسار منها إلى بغداد فخلع عليه المعتضد وأما ظهورهم بالشأم فان داعيتهم ذكرويه بن مهرويه الذي جاء بكتاب المهدى إلى العراق لما رأى الجيوش متتابعة إلى القرامطة بالسواد وأبادهم القتل لحق باعراب أسد وطئ فلم يجبه فبعث أولاده في كلب بن وبرة فلم يجبه منهم الا بنو
(٣٥٠)