شبيب؟؟ وهم على أربعة وعشرين فرسخا من الكوفة فقال إن هزمناهم فليس دون الحجاج والكوفة مانع وانتهى إليهم وقد تعبوا للحرب وعلى الميمنة زياد بن عمر العتكي وعلى الميسرة بشر بن غالب الأسدي وكل أمير بمكانه وعبى شبيب أصحابه ثلاثة كتائب فحمل سويد بن سليم على زياد بن عمر فانكشفوا وثبت زياد قليلا ثم حمل الثانية فانهزموا وانهزم جريحا عند المساء ثم حملوا على عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر فانهزم ولم يقاتل ولحق بزياد بن عمر وحملت الخوارج حتى انتهت إلى محمد بن موسى ابن طلحة عند الغروب فقاتلوه وصبر لهم ثم حمل مضاد أخو شبيب على بشر بن غالب في الميسرة فصبر ونزل في خمسين رجلا فقاتلوه حتى قتلوا وحملت الخوارج على أبي الضريس مولى بنى تميم فهزموه حتى انتهى إلى أعين ثم حملوا عليه وعلى أعين فهزموهما إلى زائدة بن قدامة فلما انتهوا إليه نادى نزال وقاتلهم إلى السحر ثم حمل شبيب عليه فقتله وقتل أصحابه ودخل أبو الضريس مع الفل إلى الجوسق بإزائهم ورفع الخوارج عنهم السيف ودعوهم إلى البيعة لشبيب عند الفجر فبايعوه وكان فيمن بايعه أبو بردة وبقي محمد بن موسى لم ينهزم فلما طلع الفجر سمع شبيب أذانهم وعلم مكانهم فأذن وصلى ثم حمل عليهم فانهزمت طائفة منهم وثبتت أخرى وقاتل محمد حتى قتل وأخذ الخوارج ما في العسكر وانهزم الذين بايعوا شبيبا فلم يبق منهم أحد وجاء شبيب إلى الجوسق الذي فيه أعين وأبو الضريس فتحصنوا منه فأقام يوما عليهم وسار عنهم وأراده أصحابه على الكوفة وإزاءهم خوخى فتركها وخرج على نفر وسمع الحجاج بذلك فظن أنه يريد المدائن وهي باب الكوفة وأكثر السواد لها فهاله ذلك وبعث عثمان بن قطن أميرا على المدائن وخوخى والأنبار وعزل عنها عبد الله بن أبي عصفير وقيل في مقتل محمد بن موسى غير هذا وهو أنه كان شهد مع عمر بن عبد الله بن معمر قتال أبى فديك فزوجه عمر ابنته وكانت أخته تحت عبد الملك فولاه سجستان فمر بالكوفة وقيل للحجاج ان جاء إلى هذا أحد ممن تطلبه منعك منه فمره بقتال شبيب في طريقه لعل الله يريحك منه ففعل الحجاج وعدل محمد إلى قتال شبيب وبعث إليه شبيب بدهاء الحجاج وخديعته إياه وأن يعدل عنه فأبى الا شبيبا فبارزه وقتله شبيب ولما انهزم الأمراء وقتل موسى بن محمد ابن طلحة دعا الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث وأمره أن ينتخب ستة آلاف فارس ويسير في طلب شبيب أين كان فسار لذلك ثم كتب إليه والى أصحابه يتهددهم ان انهزموا ومر ابن الأشعث بالمدائن وعاد الجزل من جراحته فوصاه وحذره وحمله على فرسه وكانت لا تجارى وسار شبيب على دقوقا وشهرزور وابن الأشعث في اتباعه إلى أن وقف على أرض الموصل وأقام يقاتله أهلها فكتب إليه الحجاج أما بعد فاطلب
(١٥٥)