يزعم المختار انه لنا شيعة وقتلة الحسين عنده على الكراسي يحدثونه فلما سمع المختار ذلك تتبعهم بالقتل وبعث برأس عمرو ابنه إلى ابن الحنفية وكتب إليه أنه قتل من قدر عليه وهو في طلب الباقين ثم أحضر حكيم بن طفيل الطائي وكان رمى الحسين بسهم وأصاب سلب العباس ابنه وجاء عدى بن حاتم يشفع فيه فقتله ابن كامل والشيعة قبل أن يصل حذرا من قبول المختار شفاعته وبحث عن مره بن منقذ بن عبد القيس قاتل علي بن الحسين فدافع عن نفسه ونجا إلى مصعب بن الزبير وقد شلت يده بضربة وبحث عن زيد وفاد الحسين قاتل عبد الله بن مسلم بن عقيل رماه بسهمين وقد وضع كفه على جبهته يتقى النبل فأثبت كفه في جبهته وقتله بالأخرى فخرج بالسيف يدافع فقال ابن كامل ارموه بالحجارة فرموه حتى سقط وأحرقوه حيا وطلب سنان بن أنس الذي كان يدعى قتل الحسين فلحق بالبصرة وطلب عمر بن صبح الصدائي فقتله طعنا بالرماح وأرسل في طلب محمد بن الأشعث وهو في قريته عند القادسية فهرب إلى مصعب وهدم المختار داره وطلب آخرين كذلك من المتهمين بأمر الحسين فلحقوا بمصعب وهدم دورهم * (شأن المختار مع ابن الزبير) * كان على البصرة الحرث بن أبي ربيعة وهو القباع عاملا لابن الزبير وعلى شرطته عباد ابن حسين وعلى المقاتلة قيس بن الهيتم وجاء المثنى بن مخرمة العبدي وكان ممن شهد مع سليمان بن صرد ورجع فبايع للمختار وبعثه إلى البصرة يدعو له بها فأجابه كثير من الناس وعسكر لحرب القباع فسرح إليه عباد بن حسين وقيس بن الهيتم في العساكر فانهزم المثنى إلى قومه عبد القيس وأرسل القباع عسكرا يأتونه به فجاءه زياد بن عمر العنكبي فقال له لتردن خيلك عن إخواننا أو نقاتلنهم فأرسل الأحنف ابن قيس وأصلح الامر على أن يخرج المثنى عنهم فسار إلى الكوفة وقد كان المختار لما أخرج ابن مطيع من البصرة كتب إلى ابن الزبير يخادعه ليتم أمره في الدعاء لأهل البيت وطلب المختار في الوفاء بما وعده به من الولاية فأراد ابن الزبير أن يتبين الصحيح من أمره فولى عمر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام على الكوفة وأعلمه بطاعة المختار وبعثه إليها وجاء الخبر إلى المختار فبعث زائدة بن قدامة في خمسمائة فارس وأعطاه سبعين ألف درهم وقال ادفعها إلى عمر فهي ضعف ما أنفق وأمره بالانصراف بعد تمكث فان أبى فأره الخيل فكان كذلك ولما رأى عمر الحيل أخذ المال وسار نحو البصرة واجتمع هو وابن مطيع في امارة القباع قبل وثوب ابن مخرمة وقيل إن المختار كتب إلى ابن الزبير انى اتخذت الكوفة دارا فان سوغتني ذلك وأعطيتني مائة ألف درهم سرت إلى الشام وكفيتك مروان فمنعه من ذلك فأقام المختار يطاعنه
(٢٦)