ابن عمر الليثي الأعور في عشرين ألفا ونجدة بالعطيف فقاتلوهم وهزمهم نجدة وغنم ما في عسكرهم وبعث عطية بن الأسود الحنفي من الخوارج إلى عمان وبها عباد ابن عبد الله شيخ كبير فقاتله عطية فقتله وأقام أشهرا وسار عنها واستخلف عليها بعض الخوارج فقتله أهل عمان وولوا عليهم سعيدا وسليمان ابني عباد ثم خالف عطية نجدة وجاء إلى عمان فامتنعت منه فركب البحر إلى كرمان وأرسل إليه المهلب جيشا فهرب إلى سجستان ثم إلى السند فقتله خيل المهلب بقندابيل ثم بعث نجدة المعرفين إلى البوادي بعد هزيمة ابن عمير فقاتلوا بنى تميم بكاظمة وأعانهم أهل طويلع فبعث نجدة من استباحهم وأخذ منهم الصدقة كرها ثم سار إلى صنعاء فبايعوه وأخذ الصدقة من مخاليفها ثم بعث أبا فديك إلى حضرموت فأخذ الصدقة منهم وحج سنة ثمان وستين في تسعمائة رجل وقيل في ألفين ووقف ناحية عن ابن الزبير على صلح عقد بينهما ثم سار نجدة إلى المدينة وتأهبوا لقتاله فرجع إلى الطائف وأصاب بنتا لعبد الله ابن عمر بن عثمان فضمها إليه وامتحنه الخوارج بسؤاله بيعها فقال قد أعتقت نصيبي منها قالوا فزوجها قال هي أملك بنفسها وقد كرهت الزوج ولما قرب من الطائف جاءه عاصم بن عروة بن مسعود فبايعه عن قومه وولى عليهم الخازرق وعلى يبانه والسراة وولى على ما يلي نجران سعد الطلائع ورجع إلى البحرين وقطع الميرة عن الحرمين وكتب إليه ابن عباس أو ثمامة بن اشاك لما أسلم قطع الميرة عن مكة وهم مشركون فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أهل مكة أهل الله فلا تمنعهم الميرة فخلاها لهم وانك قطعت الميرة ونحن مسلمون فخلاها لهم نجدة ثم اختلف إليه أصحابه لان أبا سنان حيى بن وائل أشار عليه بقتل من أطاعه تقية فانتهره نجدة وقال انما علينا أن نحكم بالظاهر وأغضبه عطية في منازعة جرت بينهما على تفضيله لسرية البر على سرية البحر في الغنيمة فشتمه نجدة فغضب وسأله في درء الحد في الخمر عن رجل من شجعانهم فأبى وكاتبه عبد الملك في الطاعة على أن يوليه اليمامة ويهدر له ما أصاب من الدماء فاتهموه في هذه المكاتبة ونقموا عليه أمثال هذه وفارقه عطية إلى عمان ثم انحازوا عنه وولوا أمرهم أبا فديك عبد الله بن ثور أحد بنى قيس بن ثعلبة واستخفى نجدة وألح أبو فديك في طلبه وكان مستخفيا في قرية من قرى حجر ثم نذر به فذهب إلى أخواله من تميم وأجمع المسير إلى عبد الملك فعلم به أبو فديك وجاءت سرية منهم وقاتلهم فقتلوه وسخط قتله جماعة من أصحاب أبي فديك واعتمده مسلم بن جبير فطعنه اثنتي عشرة طعنة وقتل مسلم لوقته وحمل أبو فديك إلى منزله ثم جاء مصعب إلى البصرة سنة ثمان وستين واليا على العراقين عن أخيه وكان المهلب في حرب الأزارقة
(١٤٧)