* (حروب الصفرية وشبيب مع الحجاج) * ثم خرج صالح بن مسرح التميمي من بنى امرئ القيس بن زيد مناة وكان يرى رأى الصفرية وكان عابدا ومسكنه أرض الموصل والجزيرة وله أصحاب يقرئهم القرآن والفقه وكان يأتي الكوفة ويلقى أصحابه ويعد ما يحتاج إليه فطلبه الحجاج فترك الكوفة وجاء إلى أصحابه بالموصل ودار فدعاهم إلى الخروج وحثه عليه وجاءه كتاب شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني من رؤسهم يحثه على مثل ذلك فكتب إليه انى في انتظارك فاقدم فقدم شبيب في نفر من أصحابه منهم أخوه المضاد والمحلل بن وائل اليشكري ولقيه بدارا وأجمع صالح الخروج وبث إلى أصحابه وخرجوا في صفر سنة ست وسبعين وأمر بالدعاء قبل القتال وخير في الدماء والأموال وعرضت لهم دواب لمحمد بن مروان بالجزيرة فأخذوها وحملوا عليها أصحابهم وبلغ محمد بن مروان وهو أمير الجزيرة خروجهم فسرح إليهم عدى بن عدى الكندي في ألف فسار من حران وكان ناسكا فكره حروبهم وبعث إليهم بالخروج فحبسوا الرسول فساروا إليه فطلعوا عليه وهو يصلى الضحى وشبيب في الميمنة وسويد بن سليم في الميسرة وركب عدى على غير تعبية فانهزم واحتوى الخوارج على معسكره ومضوا إلى آمد وسرح محمد بن مروان خالد بن حر السلمي في ألف وخمسمائة والحرث بن جعونة العامري في مثلها وقال أيكما سبق فهو أمير على صاحبه وبعث صالح شبيبا إلى الحرث وتوجه هو نحو خالد وقاتلوهم أشد القتال واعتصم أصحاب محمد بخندقهم فسارت الخوارج عنهم وقطعوا أرض الجزيرة والموصل إلى الدسكرة فسرح إليهم الحجاج الحرث بن عميرة ابن ذي الشعار في ثلاثة آلاف من أهل الكوفة فلقيهم على تخم ما بين الموصل وصرصر والخوارج في تسعين رجلا فانهزم سويد بن سليم وقتل صالح وصرع شبيب ثم وقف على صالح قتيلا فنادى بالمسلمين فلاذوا به ودخلوا حصنا هنالك وهم سبعون وعاث الحرث بهم وأحرق عليهم الباب ورجع حتى يصبحهم من الغداة فقال لهم شبيب بايعوا من شئتم من أصحابكم واخرجوا بنا إليهم فبايعوه وأطفؤوا النار بالماء في اللبود وخرجوا إليه فبيتوا وصرح الحرث فحملوا أصحابه وانهزموا نحو المدائن وحوى شبيب عسكرهم وسار شبيب إلى أرض الموصل فلقى سلامة بن سنان التميمي من تميم شيبان الا أخاه فضالة من أكابر الخوارج وكان خرج قبل صالح في ثمانية عشر رجل ونزل على ماء لبنى عنزة فقتلوهم وأتوا برؤوسهم إلى عبد الملك يتقربون له بهم فلما دعا شبيب سلامة إلى الخروج شرط عليه أن ينتخب ثلاثين فارسا ويسير بهم إلى عنزة فيثأر منهم بأخيه فقبل شرطه وسار إلى عنزة فأثخن فيهم وجعل يقتل الحلة بعد الحلة ثم أقبل شبيب إلى داران
(١٥٢)