المنيعة وقتلوا خلقا وأسروا آخرين وهرب الشعراني واختفى في الآجام آخرون ورجع الموفق إلى عسكره وقد استنقذ من المسلمات نحو خمس عشرة امرأة ثم غدا على المنيعة فأمر بنهبها وهدم سورها وطم خندقها واحراق ما بقي من السفن فيها وببعث الأقوات التي أخذت فكانت لا حد لها فصرفت في الجند وكتب الخبيث إلى ابن جامع يحذره مثل ما نزل بالشعراني وجاءت العيون إلى الموفق ان ابن جامع بالحوانيت فسار إلى الضبية وأمر ابنه بالسير في النهر إلى الحوانيت فلم يلق ابن جامع بها ووجد قائدين من الزنج استخلفهم عليها بحفظ الغلات ولحق بمدينته المنصورة بطهتا فقاتل ذلك الجند ورجع إلى أبيه بالخبر فأمره بالمسير إليه وسار على أثره برا وبحرا حتى نزلوا على ميلين من طهتا وركب لبيونى مقاعد القتال على المنصورة فلقيه الزنج وقاتلوه وأسروا جماعة من غلمانه ورمى أبو العباس بن الموفق أحمد بن مهدي الجناني فمات وأوهن موته ثم ركب يوم السبت آخر ربيع من سنة سبع وعبى عسكره وبعث السفن في البحر الذي يصل إلى المنصورة ثم صلى وابتهل بالدعاء وقدم ابنه أبا العباس إلى السور واعترضه الجند فقاتلهم عليه واقتحموا وولوا منهزمين إلى الخنادق وراءه فقاتلوه عندها واقتحمها عليهم كلها ودخلت السفن المدينة من النهر فقتلوا وأسروا وأجلوهم عن المدينة وما اتصل بها وهو مقدار فرسخ وملكه الموفق وأفلت ابن جامع في نفر من أصحابه وبلغ الطلاب في أثره إلى دجلة وكثر القتل في الزنج والأسر واستنقذ العباس من نساء الكوفة وواسط وصبيانهم أكثر من عشرة آلاف وأعطى ما وجد في المنصورة من الذخائر والأموال للأجناد وأسر من نساء سليمان وأولاده عدة ولما جاء جماعة من الزنج إلى الآجام اختفوا فأمر بطلبهم وهدم سور المدينة وطم خنادقها وأقام سبعة عشر يوما في ذلك ثم رجع إلى واسط * (حصار مدينة الخبيث المختارة وفتحها) * ثم إن الموفق عرض عساكره وأزاح عللهم وسار ومعه ابنه أبو العباس إلى مدينة الخبيث فأشرف عليها ورأى من حصانتها بالأسوار والخنادق ووعر الطرق وما أعد من الآلات للحصار ومن كثرة المقاتلة ما استعظمه ولما عاين الزنج عساكر الموفق دهشوا وقدم ابنه أبا العباس في السفن حتى ألصقها بالأسوار فرموه بالحجارة في المجانيق والمقاليع والأيدي ورأوا من صبره وأصحابه ما لم يحتسبوه ثم رجعوا وتبعهم مستأمنة من المقاتلة والملاحين نزعوا إلى الموفق فقبلهم وأحسن إليهم فتتابع المستأمنون في النهر فوكل الخبيث بفوهة النهر من معهم وتعبى أهل السفن للحرب مع بهبود قائد الخبيث فزحف إليه أبو العباس في السفن وهزمه وقتل الكثير من أصحابه ورجع فاستأمن
(٣٢١)