يستحثه وطلب من الراضي أن ينتقل إلى دار الخلافة حتى يتم الامر فأذن له وحضر متنكرا آخر ليلة من رمضان سنة ست وعشرين فأمر الراضي باعتقاله واطلع ابن رائق من الغد على كتبه فشكر ذلك له ابن رائق وأمر بابن مقلة في منتصف شوال فقطع ثم عولج وبرئ وعاد إلى السعي في الوزارة والتظلم من ابن رائق والدعاء عليه فأمر بقطع لسانه وحبسه إلى أن مات * (استيلاء يحكم على بغداد) * لم يزل يحكم يظهر التبعية لابن رائق ويكتب على أعلامه وتراسه يحكم الرائقي إلى أن وصلته كتب ابن مقلة بأن الراضي قلده امرة الأمراء فطمع وكاشف ابن رائق ومحا نسبه إليه من اعلامه وسلاحه وسار من واسط إلى بغداد في ذي القعدة سنة ست وعشرين وكتب إليه الراضي بالرجوع فأبى ووصل إلى نهر ديالى وأصاب ابن رائق في غربيه فانهزموا وعبروا النهر سبحا وسار ابن رائق إلى عكبرا ودخل يحكم بغداد منتصف ذي القعدة ولقى الراضي من الغد وولاه أمير الأمراء وكتب عن الراضي إلى القواد الذين مع ابن رائق بالرجوع عنه فرجعوا وعاد ابن رائق إلى بغداد فاختفى بها لسنة واحد عشر شهرا من امارته ونزل يحكم بدار مؤنس واستقر ببغداد متحكما في الدولة مستندا على الخليفة * (دخول آذربيجان في طاعة وشمكير) * كان من عمال وشمكير على أعمال الجبل السيكرى بن مردى وكان مجاورا لاعمال آذربيجان وعليها يومئذ ديسم بن إبراهيم الكردي من أصحاب ابن أبي الساج فحدثت السيكرى نفسه بالتغلب عليها فجمع وسار إليها وخرج إليه ديسم فانهزم فاستولى على سائر بلاده الا أردبيل وهي كرسي آذربيجان فحاصرها السيكرى وضيق حصارها فراسلوا ديسم بالمشي لقتال السيكرى من ورائه ففعل وجاءه يوم قتالهم من خلف فانهزم السيكرى إلى موقان فأعانه اصبهبدها ابن دوالة وسار معه نحو ديسم فانهزم ديسم وقصد وشمكير بالري واستمده على أن يدخل في طاعته ويضمن له مالا في كل سنة فأجابه وبعث معه العسكر وبعث أصحاب السيكرى إلى وشمكير بأنهم على الطاعة وشعر بذلك السيكرى فسار في خاصته إلى أرمينية واكتسح في نواحيها ثم سار إلى الزوزان من بلاد الأرمن فاعترضوه وقتلوه ومن معه ورجع فلهم وقد ولوا عليهم سان بن السيكرى وقصدوا بلد طرم الأرمني ليثأروا منهم بأصحابهم فقاتلهم طرم وأثخن فيهم وساروا إلى ناصر الدولة بن حمدان وانحدر بعضهم إلى بغداد وكان على المعادن بآذربيجان
(٤٠٦)