فأراد مصعب أن يوليه بلاد الموصل والجزيرة وأرمينية ليكون بينه وبين عبد الملك فاستقدمه من فارس وولاه وولى على فارس وحرب الأزارقة عمر بن عبد الله بن معمر وكان الخوارج قد ولوا عليهم بعد قتل عبد الله بن الماخور سنة خمس وستين أخاه الزبير فجاؤوا به إلى إصطخر وقدم عمر ابنه عبيد الله إليهم فقتلوه ثم قاتل الزبير عمر فهزمهم وقتل منهم سبعون وفلق قطري بن الفجاءة وشتر صالح بن مخراق وساروا إلى نيسابور فقاتلهم عمر بها وهزمهم فقصدوا اصبهان فاستحموا بها ثم أقبلوا إلى فارس وتجنبوا عسكر عمر ومروا على ساجور ثم أرجان فأتوا الأهواز قاصدين العراق وأغذ عمر السير في اثرهم وعسكر مصعب عند الجسر فسار الزبير بالخوارج فقطع أرض صرصر وشن الغارة على أهل المدائن يقتلون الولدان والرجال ويبقرون بطون الحبالى وهرب صاحب المدائن عنها وانتهت جماعة منهم إلى الكرخ فقاتلهم أبو بكر بن مختف فقتلوه وخرج أمير الكوفة وهو الحرث بن أبي ربيعة القباع حتى انتهى إلى الصراة ومعه إبراهيم ابن الأشتر وشبيب بن ربعي وأسماء بن خارجة ويزيد بن الحرث ومحمد بن عمير وأشاروا عليه بعقد الجسر والعبور إليهم فانهزموا إلى المدائن وأمر الحرث عبد الرحمن ابن مختف باتباعهم في ستة آلاف إلى حدود أرض الكوفة فانتهوا إلى الري وعليها يزيد بن الحرث بن دويم الشيباني وما والاهم عليه أهل الري فهزموه وقتلوه ثم انحطوا إلى اصبهان وبها عتاب بن ورقاء فحاصروه أشهرا وكان يقاتلهم على باب المدينة ثم دعا إلى الاستماتة في قتالهم فخرجوا وقاتلوهم وانهزمت الخوارج وقتل الزبير واحتووا على معسكرهم ثم بايع الخوارج قطري بن الفجاءة المازني ويكنى أبا نعامة وارتحل بهم إلى كرمان حتى استجمعوا فرجعوا إلى اصبهان فامتنعت فأتوا الأهواز وقاموا وبعث مصعب إلى المهلب فرده إلى قتال الخوارج وولى على الموصل والجزيرة إبراهيم بن الأشتر وجاء المهلب فانتجعت الناس من البصرة وسار إلى الخوارج فلقيهم بسولاف واقتتلوا ثمانية أشهر وبعث مصعب إلى عتاب بن ورقاء الرياحي عامل اصبهان بقتال أهل الري بما فعله في ابن دويم فسار إليهم وعليهم الفرحان فقاتلهم وافتتحها عنوة وقلاعها وعاث في نواحيها * (خبر ابن الحر ومقتله) * كان عبيد الله بن الحر الجعفي من خيار قومه صلاحا وفضلا ولما قتل عثمان حزن عليه وكان مع معاوية على على وكانت له زوجة بالكوفة فتزوجت لطول مغيبه فأقبل من الشأم وخاصم زوجها إلى على فعدد عليه شهوده صفين فقال أيمنعني ذلك من عدلك قال لا ورد إليه امرأته فرجع إلى الشأم وجاء إلى الكوفة بعد مقتل على ولقى إخوانه
(١٤٨)