ابنه موسى في الدار وكان ابن خالة المتوكل واستخلف على الستر بغا الشرابي الصغير ثم تغير المتوكل لوصيف وقبض ضياعه بأصبهان والجبل وأقطعها الفتح بن خاقان فتغير وصيف لذلك وداخل المنتصر في قتل المتوكل وأعد لذلك جماعة من الموالى بعثهم مع ولده صالح وأحمد وعبد الله ونصر وجاؤا في الليلة انعدوا فيها وحضر المنتصر ثم انصرف على عادته وأخذ زرافة الخادم معه وأمر بغا الشرابي الندمان بالانصراف حتى لم يبق الا الفتح وأربعة من الخاصة وأغلق الأبواب الا باب دجلة فأدخل منه الرجال وأحس المتوكل وأصحابه بهم فخافوا على أنفسهم واستماتوا وابتدروا إليه فقتلوه والقى الفتح نفسه عليهم ليقيه فقتلوه وبعث إلى المنتصر وهو ببيت زرافة فأخبره وأوصى بقتل زرافة فمنعه المنتصر وبايع له زرافة وركب إلى الدار فبايعه من حضر وبعث إلى وصيف ان الفتح قتل أبى فقتلته فحضر وبايع وبعث عن اخويه المعتز والمؤيد فحضرا وبايعا له وانتهى الخبر إلى عبيد الله بن يحيى فركب من ليله وقصد منزل المعتز فلم يجده واجتمع عليه عشرة آلاف من الأزد والأرمن والزواقيل وأغروه بالحملة على المنتصر وأصحابه فأبى وخام عن ذلك وأصبح المنتصر فأمر بدفن المتوكل والفتح وذلك لأربع خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين وشاع الخبر بقتل المتوكل فثار الجند؟؟ وتبعهم وركب بعضهم بعضا وقصدوا باب السلطان فخرج إليهم بعض الأولياء فأسمعوه ورجع فخرج المنتصر بنفسه وبين يديه المغاربة فشردوهم عن الأبواب فتفرقوا بعد أن قتل منهم ستة أنفس {الخبر عن الخلفاء من بنى العباس أيام الفتنة وتغلب الأولياء وتضايق نطاق الدولة باستبداد الولاة في النواحي من لدن المنتصر إلى أيام المستكفى} كان بنو العباس حين ولوا الخلافة قد امتدت إيالتهم على جميع ممالك الاسلام كما كان بنو أمية من قبلهم ثم لحق بالأندلس من فل بنى أمية من ولد هاشم بن عبد الملك حافده عبد الرحمن بن معاوية بن هشام ونجا من تلك الهلكة فأجاز البحر ودخل الأندلس فملكها من يد عبد الرحمن بن يوسف الفهري وخطب للسفاح فيها حولا ثم لحق به أهل بيته من المشرق فعزلوه في ذلك فقطع الدعوة عنهم وبقيت بلاد الأندلس مقتطعة من الدولة الاسلامية عن بنى العباس ثم لما كانت وقعة فتح أيام الهادي على ابن الحسن بن علي سنة تسع وتسعين ومائة وقتل داعيتهم يومئذ حسين بن علي بن حسن المثنى وجماعة من أهل بيته ونجا آخرون وخلص منهم إدريس بن عبد الله بن حسن إلى المغرب الأقصى وقام بدعوته البرابرة هنالك فاقتطع المغرب عن بنى العباس فاستحدثوا هنالك دولة لأنفسهم ثم ضعفت الدولة العباسية بعد الاستفحال وتغلب على الخليفة
(٢٨٠)