وراءها من الشأم لابن رائق ويعطى الإخشيذ عن الرملة في كل سنة مائة وأربعين ألف دينار * (الصوائف أيام الراضي) * وفى سنة ثنتين وعشرين سار الدمستق إلى سميساط في خمسين ألفا من الروم ونازل ملطية وحاصرها مدة طويلة حتى فتحها بالأمان وبعثهم إلى مأمنهم مع بطريق من بطارقته وتنصر الكثير منهم محبة في أهليهم وأموالهم ثم افتتحوا سميساط وخربوا أعمالها وأفحشوا في أسطوله في البحر ففتحوا بلد جنوة ومروا بسردانية فأوقعوا باهلها ثم مروا بقرقيسيا من ساحل الشأم فأحرقوا مراكبها وعادوا سالمين وفى سنة ست وعشرين كان الفداء بين المسلمين والروم في ذي القعدة على يد ابن ورقاء الشيباني البريدي في ستة آلاف وثلثمائة أسير * (الولايات أيام الراضي والقاهر قبله) * قد تقدم لنا أنه لم يبق من الاعمال في تصريف الخلافة لهذا العهد الا أعمال الأهواز والبصرة وواسط والجزيرة وذكرنا استيلاء بنى بويه على فارس وأصبهان وشمكير على بلاد الجبل وابن البريدي على البصرة وابن رائق على واسط وان عماد الدولة بن بوبه على فارس وركن الدولة أخوه يتنازع مع وشمكير على اصبهان وهمذان وقم وقاشان والكرج والري وقزوين واستولى معز الدولة أخوهما على الأهواز وعلى كرمان واستولى ابن البريدي على واسط وسار ابن رائق إلى الشأم فاستولى عليها وفى سنة ثلاث وعشرين قلد الراضي ابنيه أبا جعفر وأبا الفضل ناحية المشرق والمغرب وفى سنة احدى وعشرين ورد الخبر بوفاة تكين الخاصكي بمصر وكان أميرا عليها وولى القاهر مكانه ابنه محمدا وثار به الجند فظفر بهم وفيها وقعت الفتنة بين بنى ثعلب وبنى أسد ومعهم طيئ وركب ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان ومعه أبو الأعز بن سعيد بن حمدان ليصلح بينهم فوقعت ملاحاة قتل فيها أبو الأعز على يد رجل من ثعلب فحمل عليهم ناصر الدولة واستباحهم إلى الحديثة فلقيهم يأنس غلام مؤنس واليا على الموصل فانضم إليه بنو ثعلب وبنو أسد وعادوا إلى ديار ربيعة وفى سنة أربع وعشرين قلد الراضي محمد بن طغج أعمال مصر مضافا إلى ما بيده من الشأم وعزل عنها أحمد بن كيغلغ * (وفاة الراضي وبيعة المتقى) * وفى سنة تسع وعشرين وثلثمائة توفى الراضي أبو العباس أحمد بن المقتدر في ربيع الأول منها لسبع سنين غير شهر من خلافته ولما مات أحضر يحكم ندماءه وجلساءه لينتفع بما عندهم من الحكمة فلم يفهم عنهم لعجمته وكان آخر خليفة خطب على المنبر
(٤٠٩)