بسنجار وأن يكون ذلك في ضمان سيف الدولة فتم بينهما وعاد معز الدولة إلى العراق في محرم سنة ثمان وأربعين * (بناء معز الدولة ببغداد) * أصاب معز الدولة سنة خمسين مرض أشفى منه حتى وصى واستوخم بغداد فارتحل إلى كلواذ اليسير إلى الأهواز وأسف أصحابه لمفارقة بغداد فأشاروا عليه ان يبنى لسكناه في أعاليها فبنى دارا أنفق عليها ألف ألف دينار وصادر فيها جماعة من الناس * (ظهور الكتابة على المساجد) * كان الديلم كما تقدم لنا شيعة لاسلامهم على يد الأطروش وقد ذكرنا ما منع بنى بويه من تحويل الخلافة عن العباسية إليهم فلما كان سنة احدى وخمسين وثلثمائة أصبح مكتوبا على باب الجامع ببغداد لعن صريح في معاوية ومن غصب فاطمة فدك ومن منع من دفن الحسن عند جده ومن نفى أبا ذر ومن أخرج العباس من الشورى ونسب ذلك إلى معز الدولة وله ثم محى من الليلة القابلة فأراد معز الدولة اعادته فأشار المهلبي بأن يكتب مكان المحو لعن معاوية فقط والظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى ثامن عشر ذي الحجة من هذه السنة أمر الناس باظهار الزينة والفرح لعبد العزيز من أعيان الشيعة وفى السنة بعدها أمر الناس في يوم عاشوراء أن يغلقوا دكاكينهم ويقعدوا عن البيع والشراء ويلبسوا المسوح ويعلنوا بالنياحة وتخرج النساء مسبلات الشعور مسودات الوجوه قد شققن ثيابهن ولطمن خدودهن حزنا على الحسين ففعل الناس ذلك ولم يقدر أهل السنة على منعه لان السلطان للشيعة وأعيد ذلك سنة ثلاث وخمسين فوقعت فتنة بين أهل السنة والشيعة ونهب الأموال * (استيلاء معز الدولة على عمان وحصاره البطائح) * انحدر معز الدولة سنة خمس وخمسين إلى واسط لقتال عمران بن شاهين بالبطائح فأنفذ الجيش من هنالك مع أبي الفضل العباس بن الحسن وسار إلى الأبلة فأنفذ الجيش إلى عمان وكان القرامطة قد استولوا عليها وهرب عنها صاحبها نافع وبقي أمرها فوضى فاتفق قاضيها وأهل البلد أن ينصبوا عليهم رجلا منهم فنصبوه ثم قتله بعضهم فولوا آخر من قرابة القاضي يعرف بعبد الرحمن بن أحمد بن مروان واستكتب علي بن أحمد الذي كان وصل مع القرامطة كاتبا وحضر وقت العطاء فاختلف الزنج والبيض في الرضا بالمساواة وبعدمها واقتتلوا فغلب الزنج وأخرجوا عبد الوهاب واستقر على
(٤٢٥)