* (وفاة المنتصر وبيعة المستعين) * ثم أصابت المنتصر علة الذبحة فهلك لخمس بقين من ربيع الأول من سنة ثمان وأربعين ومائتين لستة أشهر من ولايته وقيل بل أكثر من ذلك فجعل السم في مشرطة الطبيب فاجتمع الموالى في القصر وفيهم بغا الصغير وبغا الكبير وأتامش وغيرهم فاستحلفوا قواد الأتراك والمغاربة والاشروسية على الرضا بمن يرضونه لهم ثم خلصوا للمشورة ومعهم أحمد بن الخصيب فعدلوا عن ولد المتوكل خوفا منهم ونظروا في ولد المعتصم فبايعوه واستكتب أحمد بن الخصيب واستوزر أتامش وغدا على دار العامة في زي الخلافة وإبراهيم بن إسحاق يحمل بين يديه الحربة وصفت الممالك والاشروسية صفين بترتيب دواجن وحضر أصحاب المراتب من العباسيين والطالبيين وثار جماعة من الجند وقصدوا الدار يذكرون أنهم من أصحاب محمد بن عبد الله بن طاهر والغوغاء فشهروا السلاح وهتفوا باسم المعتز وشدوا على أصحاب دواجن فتضعضعوا ثم جاءت المبيضة والشاكرية وحمل عليهم المغاربة والاشروسية فنشبت الحرب وانتهبت الدروع والسلاح من الخزائن بدار العامة وجاء بغا الصغير فدفعهم عنها وقتل منهم عدة وفتقت السجون وتمت بيعة الأتراك للمستعين ووضع العطاء على البيعة وبعث إلى محمد ابن عبد الله بن طاهر فبايع له هو والناس ببغداد ثم جاء الخبر بوفاة طاهر بن عبد الله ابن طاهر بخراسان وهلك عمه الحسين بن طاهر بمرو فعقد المستعين لابنه محمد بن طاهر مكانه وعقد لمحمد بن عبد الله بن طاهر على خراسان سنة ثمان وأربعين ومائتين وولى عمه طلحة على نيسابور وابنه منصور بن طلحة على مرو وسرخس وخوارزم وعمه الحسين بن عبد الله على هراة وأعمالها وعمه سليمان بن عبد الله على طبرستان والعباس ابن عمه على الجوزجان والطالقان ومات بغا الكبير فولى ابنه موسى على أعماله كلها وبعث أنا جور من قواد الترك إلى العمرط الثعلبي فقتله واستأذنه عبد الله بن يحيى ابن خان في الحج فأذن له ثم بعث خلفه من نفاه إلى برقة وحبس المعتز والمؤيد في حجره بالجوسق بعد أن أراد قواد الأتراك قتلهما فمنعهم أحمد بن الخصيب من ذلك ثم قبض على أحمد بن الخصيب فاستصفى ماله ومال ولده ونفاه إلى قرطيش واستوزر أتامش وعقد له على مصر والمغرب وعقد لبغا الصغير على حلوان وما سيدان ومهرجا تعرف وجعل شاهك الخادم على داره وكراعه وحرمه وخاصة أموره وخادمه واشناس على جميع الناس وعزل علي بن يحيى الأرمني عن الثغور الشامية وعقد له على أرمينية وأذربيجان وكان على حمص كندر فوثب به أهلها فأخرجوه فبعث المستعين الفضل ابن قارن وهو أخو مازيار فاستباحهم وحمل أعيانهم إلى سامرا وبعث المستعين
(٢٨٣)