ابنه العباس وكان على الموصل عبد الملك بن صالح فعزله وولى مكانه إسحاق بن محمد بن فروح فبعث إليه الرشيد أبا حنيفة حرب بن قيس فأحضره إلى بغداد وقتله وولى مكانه وكان على أرمينية يزيد بن مزيد بن زائدة ابن أخي معن فعزله وولى مكانه أخاه عبد الله بن المهدى وولى سنة احدى وسبعين على صدقات بنى ثعلب روح بن صالح الهمداني فوقع بينه وبين ثعلب خلاف وجمع لهم الجموع فبيتوه وقتلوه في جماعة من أصحابه وتوفى سنة ثلاث وسبعين محمد بن سليمان والى البصرة وكان أخوه جعفر كثير السعاية فيه عند الرشيد وانه يحدث نفسه بالخلافة وان أمواله كلها فئ من أموال المسلمين فاستصفاها الرشيد وبعث من قبضها وكان لا يعبر عنها من المال والمتاع والدواب وأحضروا من العين فيها ستين ألف ألف دينار ولم يكن الا أخوه جعفر فاحتج عليه الرشيد باقراره انها فئ وتوفى سنة أربع وسبعين والى الرشيد إسحاق بن سليمان على السند ومكران واستقضى يوسف بن أبي يوسف في حياة أبيه وفى سنة خمس وسبعين عقد لابنه محمد بن زبيدة ولاية العهد ولقبه الأمين وأخذ له البيعة وعمره خمس سنين بسعاية خاله عيسى بن جعفر بن المنصور ووساطة الفضل بن يحيى وفيها عزل الرشيد العباس بن جعفر عن خراسان وولاها خاله الغطريف بن عطاء الكندي * (خبر يحيى بن عبد الله في الديلم) * وفى سنة خمس وسبعين خرج يحيى بن عبد الله بن حسن أخو المهدى بالديلم واشتدت شوكته وكثر جمعه وأتاه الناس من الأمصار فندب إليه الرشيد الفضل بن يحيى في خمسين ألفا وولاه جرجان وطبرستان والري وما إليها ووصل معه الأموال فسار ونزل بالطالقان وكاتب يحيى وحذره وبسط أمله وكتب إلى صاحب الديلم في تسهيل أمر يحيى على أن يعطيه ألف ألف درهم فأجاب يحيى على الأمان بخط الرشيد وشهادة الفقهاء والقضاة واجلة بنى هاشم ومشايخهم عن عبد الصمد منهم فكتب له الرشيد بذلك وبعثه مع الهدايا والتحف وقدم يحيى مع الفضل فلقيه الرشيد بكل ما أحب وأفاض عليه العطاء وعظمت منزلة الفضل عنده ثم إن الرشيد حبس يحيى إلى أن هلك في حبسه * (ولاية جعفر بن يحيى مصر) * كان موسى بن موسى قد ولاه الرشيد مصر فبلغه أنه عازم على الخلع فرد أمرها إلى جعفر ابن يحيى وأمره باحضار عمر بن مهران وأن يوليه عليها وكان مشوه الخلق خامل البزة يردف غلامه خلفه فلما ذكرت له الولاية قال على شرطية أن يكون أمرى بيدي إذا صلحت البلاد انصرفت فأجابه إلى ذلك وسار إلى مصر وأتى مجلس موسى فجلس في أخريات الناس حتى إذا افترقوا رفع الكتاب إلى موسى فقراه وقال
(٢١٨)