ابن حمدان بلغ سلماس موجها إلى أذربيجان بعثه إليها ابن عمه ناصر الدولة ليتملكها فجهز عسكرا لحصار الروس في بردعة وسار إلى قتال ابن حمدان فارتحل ابن حمدان راجعا إلى ابن عمه باستدعائه بالانحدار إلى بغداد لما مات تورون وأقام العسكر على حصار الروس ببردعة حتى هربوا من البلد وحملوا ما قدروا عليه وطهر الله البلد منهم وفيها ملك الروم رأس عين واستباحوها ثلاثا وقاتلهم الاعراب ففارقوها * (الولايات أيام المتقى) * قد تقدم لنا انه لم يكن بقي في تصريف الخليفة الا أعمال الأهواز والبصرة وواسط والجزيرة والموصل لبنى حمدان واستولى معز الدولة على الأهواز ثم على واسط وبقيت البصرة بيد أبى عبد الله بن البريدي واستولى على بغداد مع المتقى يحكم ثم ابن البريدي ثم تور تكين الديلمي ثم ابن رائق ثانية ثم ابن البريدي ثانية ثم حمدان ثم تورون يختلفون على المتقى واحدا بعد واحد وهو مغلب لهم والحل والعقد والابرام والنقض بأيديهم ووزير الخليفة عامل من عمالهم متصرف تحت أحكامهم وآخر من دبر الأمور أبو عبد الله الكوفي كاتب تورون وكان قبله كاتب ابن رائق وكان على الحجبة بدر بن الجرسي فعزل عنها سنة ثلاثين وجعل مكانه سلامة الطولوني وولى بدر طريق الفرات ففزع إلى الإخشيذ واستأمن إليه فولاه دمشق وكان من المستبدين في النواحي يوسف ابن وجيه وكان صاحب الشرطة ببغداد أبا العباس الديلمي * (خلع المتقى وولاية المستكفى) * لم يزل المتقى عند بنى حمدان من شهر ربيع الآخر سنة ثنتين وثلاثين إلى آخر السنة ثم آنس منهم الضجر واضطر لمراجعة تورون فأرسل إليه الحسن بن هارون وأبا عبد الله ابن أبي موسى الهاشمي في الصلح وكتب إلى الإخشيذ محمد بن طغج صاحب مصر يستقدمه فجاءه وانتهى إلى حلب وبها أبو عبد الله بن سعيد بن حمدان من قبل ابن عمه ناصر الدولة فارتحل عنها وتخلف عنه ابن مقاتل وقد كان صادره ناصر الدولة على خمسين ألف دينار فاستقدم الإخشيذ وولاه خراج مصر وسار الإخشيذ من حلب ولقى المتقى بالرقة وأهدى إليه والى الوزير بن الحسين بن مقلة وسائر الحاشية واجتهد به أن يسير معه إلى مصر ليقيم خلافته هنالك فأبى فخوفه من تورون فلم يقبل وأشار على ابن مقلة أن يسير معه إلى مصر فيحكمه في البلاد فأبى وكانوا ينتظرن عود رسلهم من تورون فبعثوا إليهم بيمين تورون والوزير ابن شيرزاد بمحضر القضاة والعدول والعباسيين والعلويين وغيرهم من طبقات الناس وجاء لكتاب بخطوطهم بذلك
(٤١٨)