أحدا من أصحاب السلطان بالسيف فقد خلعت نفسي من الامر فأفتوا بخلعه ووافقهم على ذلك أصحاب المناصب والولايات واتفقوا على ذمه فتقدم السلطان لخلعه وقطعت خطبته ببغداد وسائر البلاد في ذي القعدة من سنة ثلاثين لسنة من خلافته * (خلافة المقتفى) * ولما قطعت خطبة الراشد استشار السلطان مسعود أعيان بغداد فيمن يوليه فأشاروا بمحمد بن المستظهر فقدم إليهم بعمل محضر في خلع الراشد وذكروا ما ارتكبه من أخذ الأموال ومن الأفعال القادحة في الإمامة وختموا آخر المحضر بان من هذه صفته لا يصلح أن يكون اماما وحضر القاضي أبو طاهر بن الكرخي فشهدوا عنده بذلك وحكم بخلعه ونفذه القضاة الآخرون وكان قاضي القضاة غائبا عند زنكى بالموصل وحضر السلطان دار الخلافة ومعه الوزير شرف الدين الزينبي وصاحب المخزن ابن العسقلاني وأحضر أبو عبد الله بن المستظهر فدخل إليه السلطان والوزير واستخلفاه ثم أدخلوا الأمراء وأرباب المناصب والقضاة والفقهاء فبايعوه ثامن عشر ذي الحجة ولقبوه المقتفى واستوزر شرف الدين علي بن طراد الزينبي وبعث كتاب الحكم بخلع الراشد إلى الآفاق وأحضر قاضي القضاة أبا القاسم علي بن الحسين فأعاده إلى منصبه وكمال الدين حمزة بن طلحة صاحب المخزن كذلك * (فتنة السلطان مسعود مع داود واجتماع داود للراشد للحرب ومقتل الراشد) * ولما بويع للمقتفى والسلطان مسعود ببغداد بعث عساكره يطلب الملك داود فلقيه عند مراغة فانهزم داود وملك قرا سنقر آذربيجان ثم قصد داود خوزستان واجتمع عليه من عساكر التركمان وغيرهم نحو عشرة آلاف مقاتل وحاصر تستر وكان السلطان سلجوق شاه بواسط بعث إلى أخيه مسعود يستنجده فأنجده بالعساكر وسار إلى تستر فقاتله داود وهزمه وكان السلطان مسعود مقيما ببغداد مخافة أن يقصد الراشد العراق من الموصل وكان قد بعث لزنكي فخطب للمقتفى في رجب سنة احدى وثلاثين وسار الراشد من الموصل فلما بلغ خبر مسيره إلى السلطان مسعود أذن للعسكر في العود إلى بلادهم وانصرف صدقة بن دبيس صاحب الحلة بعد أن زوجه ابنته ثم قدم على السلطان مسعود جماعة الأمراء الذين كانوا مع الملك داود مثل البقش السلامي وبرسق بن برسق صاحب تستر وسنقر خمار تكين شحنة همذان فرضى عنهم وولى البقش شحنة ببغداد فظلم الناس وعسفهم ولما فارق الراشد زنكى من الموصل سار إلى آذربيجان وانتهى
(٥١٢)