خاف من المنصور فخلع واعتصم بالري فسرح إليه محمد بن الأشعث في الجيوش فخرج من الري إلى اصبهان فملكها وملك محمد الري ثم اقتتلوا وانهزم جمهور فلحق بأذربيجان وقتله بعض أصحابه وحملوا رأسه إلى المنصور وذلك سنة ثمان وثلاثين * (حبس عبد الله بن علي) * كان عبد الله بن علي بعد هزيمته امام أبى مسلم لحق بالبصرة ونزل على أخيه سليمان ثم إن المنصور عزل سليمان سنة تسع وثلاثين فاختفى عبد الله وأصحابه فكتب المنصور إلى سليمان وأخيه عيسى بأمان عبد الله وقواده ومواليه واشخاصهم إلى المنصور منهما فشخصوا ولما قدما عليه فأذن لهما فأعلماه بحضور عبد الله واستأذناه له فشغلهما بالحديث وأمر بحبسه في مكان قد هيئ له في القصر فلما خرج سليمان وعيسى لم يجدا عبد الله فعلما انه قد حبس وان ذمتهما قد أخفرت فرجعا إلى المنصور فحبسا عنه وتوزع أصحاب عبد الله بين الحبس والقتل وبعث ببعضهم إلى أبي داود خالد بن إبراهيم بخراسان فقتلهم بها ولم يزل عبد الله محبوسا حتى عهد المنصور إلى المهدى سنة تسع وأربعين وأمر موسى بن عيسى فجعله بعد المهدى ودفع إليه عبد الله وأمره بقتله وخرج حاجا وسار عيسى كاتبه يونس بن فروة في قتل عبد الله بن علي فقال لا تفعل فإنه يقتلك به وان طلبه منك فلا ترده إليه سرا فلما قفل المنصور من الحج دس على أعمامه من يحرضهم على الشفاعة في أخيهم عبد الله فشفعهم وقال لعيسى جئنا به فقال قتلته كما أمرتني فأنكر المنصور وقال خذوه بأخيكم فخرجوا به ليقتلوه حتى اجتمع الناس واشتهر الامر فجاء به وقال هو ذا حي سوى فجعله المنصور في بيت أساسه ملح وأجرى عليه الماء فسقط ومات * (وقعة الراوندية) * كان هؤلاء القوم من أهل خراسان ومن أتباع أبى مسلم يقولون بالتناسخ والحلول وان روح آدم في عثمان بن نهيك وان الله حل في المنصور وجبريل في الهيثم بن معاوية فحبس المنصور نحوا من مائتين منهم فغضب الباقون واجتمعوا وحملوا بينهم نعشا كأنهم في جنازة وجاؤا إلى السجن فرموا بالنعش وأخرجوا أصحابهم وحملوا على الناس في ستمائة رجل وقصدوا قصر المنصور وخرج المنصور من القصر ماشيا وحاء معن بن زائدة الشيباني وكان مستخفيا من المنصور لقتاله مع ابن هبيرة وقد اشتد طلب المنصور له فحضر عنده هذا اليوم متلثما وترجل وأبلى ثم جاء إلى المنصور ولجام بغلته في يد الربيع حاجبه وقال تنح ذا أنا أحق بهذا اللجام في هذا الوقت وأعظم
(١٨٥)