* (فتنة ابن كنداج وابن أبي الساج وابن طولون) * كان ابن أبي الساج في أعماله بقنسرين والفرات والرحة ينافس اسحق وهو على الجزيرة ويريد التقدم عليه فحدثت لذلك منهما فتنة فخطب ابن أبي الساج لخمارويه ابن طولون وبعث ابنه ديوداد رهبنة إليه فبعث إليه خمارويه أموالا جمة وسار إلى الشام واجتمع بابن أبى الساج ببالس ثم عبر ابن أبي الساج الفرات إلى الرقة وهزم إسحاق بن كنداج واستولى على أعماله وعبر خمارويه ونزل الرقة ومضى اسحق إلى قلعة ماردين وحاصره ابن أبي الساج بها ثم أفرج عنها وسار إلى سنجار لقتال بعض الاعراب فسار ابن كنداج من ماردين إلى الموصل فاعترضه ابن أبي الساج وهزمه فعاد إلى ماردين واستولى ابن أبي الساج على الجزيرة والموصل وخطب فيهما لخمارويه ثم لنفسه بعده وبعث غلامه فتحا إلى أعمال الموصل لجباية الخراج وكان اليعقوبية من السراة قريبا منه فهادنهم ثم غدر بهم فكبسهم وجاءهم أصحابهم من غير شعور بالواقعة فحملوا على أصحاب فتح فاستلحموهم ثم انتقض ابن أبي الساج واستبيح عسكره وكان له بحمص مخلف من أثقاله فقدم خمارويه طائفة من العسكر إليها فاستولوا على ما فيها ومنعوا ابن أبي الساج من دخولها فسار إلى حلب ثم إلى الرقة وخمارويه في اتباعه فعبر الفرات إلى الموصل وجاء خمارويه إلى بلد وأقام بها وسار ابن أبي الساج إلى الحديثة وكان إسحاق بن كنداج قد لحق بخمارويه من ماردين فبعث معه جيشا وجماعة من القواد وسار في طلب ابن أبي الساج وقد عبر دجلة فجمع ابن كنداج السفن ليوطئ جسرا للعبور وبينما هو في ذلك أسرى ابن أبي الساج من تكريت إلى الموصل فوصلها لرابعة وسار ابن كنداج في اتباعه فاقتتلوا بظاهر الموصل وابن أبي الساج في ألفين فصبر واشتد القتال وانهزم ابن كنداج وهو في عشرين ألفا فخلص إلى الرقة ومحمد بن أبي الساج في اتباعه وكتب إلى الموفق يستأذنه في عبور الفرات إلى بلاد خمارويه بالشأم فأمره بالتوقف إلى وصول المدد من عنده ومضى ابن كنداج إلى خمارويه فجاء بجيوشه إلى الفرات وتوافق مع ابن أبي الساج والفرات بينهما ثم عبرت طائفة من عسكر ابن كنداج فأوقعوا بطائفة من عسكر ابن أبي الساج فانهزموا إلى الرقة فسار ابن أبي الساج عن الرقة إلى بغداد سنة ست وسبعين في ربيع منها فأكرمه الموفق ووصله واستولى ابن كنداج على ديار ربيعة من أعمال الجزيرة وأقام بها وولى الموفق محمد بن أبي الساج على أذربيجان فسار إليها فخرج إليه عبد الله بن الحسين الهمذاني عامل مراغة ليصده فهزمه ابن أبي الساج فحاصره وأخذ منه مراغة سنة ثمان وسبعين وقتله واستقر ابن أبي الساج في عمله بأذربيجان
(٣٣٣)