سنة تسع وتسعين ومائتين قبض حرمه وقامت الهيعة ببغداد ثلاثة أيام ثم سكنت وذلك لثلاث سنين وثلاثة أشهر من وزارته فاستوزر مكانه أبا على محمد بن يحيى بن عبيد الله بن يحيى فرتب الأمور وولى على الدواوين ثم زاد قرفه لضيق صدره وطيشه وعدوله عن مذاهب الرياسة إلى الوضاعة ومراجعة أصحاب الحاجات والحقوق إلى ما يريد قضاءه منها وكثرة التولية والعزل وتبجح أصحابه عليه في اطلاق الأموال وانبساط الجاه بافساد الأحوال واعتزم المقتدر على عزله بأبي الحسين بن أبي الفضل فاستدعاه من اصبهان ثم قبض عليه وعلى أبى الحسن ببغداد وأهمل رأى الوزراء وصار يرجع إلى قول النساء والخدم فطمع العمال في الأطراف ثم أخرج ابن الفرات من محبسه وجعله في بعض الحجر وأحسن إليه وصار يعرض عليه مطالعات العمال وأراد أن يستوزره ثم بدا له واستدعى علي بن عيسى من مكة فاستوزره لأول سنة احدى وثلثمائة وقبض على الخاقاني وحبسه وعين حرسيا عليه وقام علي بن عيسى بالوزارة وأصلح ما أفسده الخاقاني واستقامت الأمور * (قيام أهل صقلية بدعوة المقتدر ثم رجوعهم إلى طاعة المهدى) * قد ذكرنا ولاية علي بن عمر على صقلية من عبد الله المهدى سنة تسع وتسعين ثم إن أهل صقلية انتقضوا عليه وولوا عليهم أحمد بن موهب ثم انتقضوا عليه وأرادوا قتله فدعا إلى طاعة المقتدر وخطب له بصقلية وقطع خطبة المهدى وبعث أسطولا إلى ناحية ساحل إفريقية فلقوا أسطول المهدى وعليه الحسن بن أبي خنزير فأحرقوه وقتلوا الحسن ووصلت خلع السواد وألويته لابن موهب من بغداد ثم جاءت أساطيل المهدى في البحر وفسد أمر ابن موهب ثم ثارت أهل صقلية به سنة ثلثمائة وأسروه وبعثوا به إلى المهدى مع جماعة من أصحابه فأمرهم بقتلهم على قبر ابن أبي خنزير * (ولاية العهد) * وفى سنة احدى وثلثمائة ولى المقتدر ابنه أبا العباس العهد وهو الذي ولى الخلافة بعد القاهر وسمى بالرافضي فولاه أبوه المقتدر العهد وهو ابن سنين وقلده مصر والمغرب واستخلف له عليها مؤنسا الخادم وولى ابنه الآخر عليا على الري ودنباوند وقزوين وأذربيجان وأبهر * (ظهور الأطروش وملكه خراسان) * كان هذا الأطروش من ولد عمر بن علي زين العابدين وهو الحسن بن علي بن الحسين
(٣٦٦)