بالخبر وأقام بالمدائن وانتهى شبيب إلى الكرخ وعبر دجلة إليه وأرسل إلى سوق بغداد فأتاهم في يوم سوقهم واشترى منه حاجاته وسار إلى الكوفة فلما قرب منها بعث الحجاج سويد بن عبد الرحمن السعدي في ألفى رجل فساروا إلى شبيب وأمر عثمان بن قطن فعسكر في السبخة وخالفه شبيب إلى أهل السبخة فقاتلوه وجاء سويد في آثاره فمضى نحو الحيرة وسويد في اتباعه ثم رحل من الحيرة وجاء كتاب الحجاج إلى سويد يأمره باتباعه فمضى في اتيانه وشبيب يغير في طريقه وأخذ على القطقطانة ثم على قصر بنى مقاتل ثم على الأنبار ثم ارتفع على أدنى آذربيجان ولما أبعد سار الحجاج إلى البصرة واستعمل على الكوفة عروة بن المغيرة بن شعبة فجاءه كتاب دهقان بابل مهرود يخبره بقصد شبيب الكوفة فبعث بالكتاب إلى الحجاج وأقبل شبيب حتى نزل عقرقوبا ونزل وسار منها يسابق الحجاج إلى الكوفة وطوى الحجاج المنازل فوصل الكوفة عند العصر ووصل شبيب عند المغرب فأراح وطعموا ثم ركبوا ودخلوا إلى السوق وضرب شبيب القصر بعموده ثم اقتحموا المسجد الأعظم فقتلوا فيه من الصالحين ومروا بدار صاحب الشرطة فدعوه إلى الأمير ونكرهم فقتلوا غلامه ومروا بمسجد بنى ذهل فقتلوا ذهل بن الحرث وكان يطيل الصلاة فيه ثم خرجوا من الكوفة واستقبلهم النضر بن القعقاع بن شور الذهلي وكان ممن أقبل مع الحجاج من البصرة فتخلف عنه فلما رآه قال السلام عليك أيها الأمير فقال له شبيب قبل أمير المؤمنين ويلك فقالها وأراد شبيب أن يلقنه للقرابة بينهما وكان النضر ناحية بيت هانئ بن قبيصة الشيباني فقال له يا نضر لا حكم الا الله ففطن بهم وقال انا لله وانا إليه راجعون وشد عليه أصحاب شبيب فقتلوه ونادى منادى الحجاج بالكوفة يا خيل الله اركبي وهو بباب القصر وكان أول من أتاه عثمان بن قطن بن عبد الله بن الحسين ذي القصة ثم جاء الناس من كل جانب فبعث الحجاج خالد بن الأسدي وزائدة بن قدامة الثقفي وأبا الضريس مولى بنى تميم وعبد الأعلى ابن عبد الله بن عامر وزياد بن عبد الله العتكي في ألفين ألفين وقال إن كان حرب فأميركم زائدة بن قدامة وبعث معهم محمد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله من سجستان وكان عبد الملك قد ولاه عليها وأمر الحجاج أن يجهزه ويبعثه في آلاف من الجنود إلى عمله فجهزه وحدث أمر شبيب فقال له الحجاج تجاهد ويظهر اسمك ثم تمضى إلى عملك فساروا جميعا ونزلوا أسفل الفرات وأخذ شبيب نحو القادسية وجرد الحجاج ألفا وثمانمائة من نقاوة الجند مع ذخر بن قيس وأمره بمواقعة شبيب أينما أدركه وان ذهب فاتركه فأدركه بالسلخين وعطف عليه شبيب فقاتل ذخر حتى صرع وفيه بضعة عشر جرحا وانهزم أصحابه يظنون أنه قتل ثم أفاق من برد السحر فدخل قرية وسار إلى الكوفة ثم قصد
(١٥٤)