ثم اجتمع الأتراك على حين افتراق المغاربة فقصد محمد بن راشد ونصر بن سعيد منزل محمد بن عون يختفيان عنده حتى تسكن الهيعة فدس للأتراك بخبرهما وجاؤا فقتلوهما في منزله وبلغ ذلك المعتز فهم بقتل بن عون ثم نفاه * (أخبار مساور الخارجي) * كان الوالي على الموصل عقبة بن محمد بن جعفر بن محمد بن الأشعث بن هاني الخزاعي وكان صاحب الشرطة بالحديثة من أعمالها حسين بن بكير وكان مساور بن عبد الله ابن مساور البجلي من الخوارج يسكن بالبواريح وحبس صاحب الشرطة حسين بن بكير بالحديثة ابنا للمساور هذا يسمى جوثرة وكان جميلا فكتب إلى أبيه مساور بأن حسين بن بكير نال منه الفاحشة فغضب لذلك وخرج فقصد الحديثة فاختفى حسين وأخرج ابنه من الحبس ثم كثر جمعه من الأكراد والاعراب وقصد الموصل فقاتلهما أياما ثم رجع فكان تحت طريق خراسان وكانت لنظر بندار ومظفر بن مشبك فسار إليه بندار في ثلثمائة مقاتل والخوارج مع مساور في سبعمائة فهزموه وقتلوه ولم ينج منهم الا نحو خمسين رجلا وفر مظفر إلى بغداد وجاء الخوارج إلى جلولاء وكانت فيهم حرب هلك فيها من الجانبين خلق ثم سار خطر مش في العساكر فلقيهم بجلولاء وهزمه مساور ثم استولى مساور على أكثر أعمال الموصل ثم ولى الموصل أيوب بن أحمد بن عمر بن الخطاب التغلبي سنة أربع وخمسين فاستخلف عليها ابنه الحسن فجمع عسكرا كان فيهم حمدون ابن الحرث بن لقمان جد الأمراء من بنى حمدان ومحمد بن عبد الله بن السيد بن أنس وسار إلى مساور وعبر إليه نهر الزاب فتأخر عن موضعه وسار الحسن في طلبه فالتقوا واقتتلوا وانهزم عسكر الموصل وقتل محمد بن السيد الأزدي ونجا الحسن بن أيوب إلى أعمال إربل ثم كانت الفتنة سنة خمس وخمسين خلع المعتز وبويع للمهتدي وولى على الموصل عبد الله بن سليمان فزحف إليه مساور وخام عبد الله عن لقائه فملك مساور البلد وأقام بها جمعة وصلى وخطب ثم خرج منها إلى الحديثة وكانت دار هجرته ثم انتقض عليه سنة ست وخمسين رجل من الخوارج اسمه عبيدة بن زهير العمرى بسبب الخلاف في توبة الخاطئ وقال عبيدة لا تقبل واجتمع معه جماعة وخرج إليهم مساور من الحديثة واقتتلوا قتالا شديدا ثم قتل عبيدة وانهزم أصحابه وخرج إليه آخر من بنى زهر اسمه طوق فجمع له الحسن بن أيوب بن أحمد العدوي جمعا كثيرا وحاربه فقاتله سنة خمس أو سبع واستولى مساور على أكثر العراق ومنع الأموال فسار إليه موسى بن بغا بابكيال في العساكر فانتهوا إلى؟؟ وبلغهم خبر الأتراك مع المهتدى فأقاموا ثم زحفوا بخلع المهتدى فلما ولى المعتمد سر مفلحا إلى قتال مساور في عسكر كبير وخرج
(٢٩٢)