البصرة زياد ابن أبيه وبعث إليه معاوية يطلبه في المال فقال صرفت بعضه في وجهه واستودعت بعضه للحاجة إليه وحملت ما فضل إلى أمير المؤمنين رحمه الله فكتب إليه معاوية بالقدوم لينظر في ذلك فامتنع فلما ولى بسر على البصرة جمع عنده أولاد زياد والأكابر عبد الرحمن وعبد الله وعباد وكتب إليه لتقدمن أو لأقتلن بنيك فامتنع واعتزم بسر على قتلهم فأتاه أبو بكرة وكان أخا زياد لامه فقال أخذتهم بلا ذنب وصالح الحسن على أصحاب على حيث كانوا فأمهله بسر إلى أن يأتي بكتاب معاوية ثم قدم أبو بكرة على معاوية وقال إن الناس لم يبايعوك على قتل الأطفال وان بسرا يريد قتل بنى زياد فكتب إليه بتخليتهم وجاء إلى البصرة يوم المهاد ولم يبق منه الا ساعة وهم موثقون للقتل فأدركهم وأطلقهم انتهى (ثم عزل) معاوية بسرا عن البصرة وأراد أن يولى عتبة ابن أبي سفيان فقال له ابن عامر ان لي بالبصرة أموالا وودائع وإن لم تولني عليها ذهبت فولاه وجعل إليه معها خراسان وسجستان وقدمها سنة احدى وأربعين فولى على خراسان قيس بن الهيثم السلمي وكان أهل بلخ وباذغيس وهراة ويوشلخ قد نضوا فسار إلى بلخ وحاصرها حتى سألوا الصلح وراجعوا الطاعة وقيل انما صالحهم الربيع ابن زياد سنة احدى وخمسين على ما سيأتي (ثم قدم) قيس على ابن عامر فضربه وحبسه وولى مكانه عبد الله بن حازم وقدم خراسان فأرسل إليه أهل هراة وباذغيس ويوشلخ في الأمان والصلح فأجابهم وحمل لابن عامر مالا انتهى (ثم ولى) معاوية سنة اثنتين وأربعين على المدينة مروان بن الحكم وعلى مكة خالد بن العاص بن هشام واستقصى مروان عبد الله بن الحرث بن نوفل وعزل مروان عن المدينة سنة تسع وأربعين وولى مكانه سعد بن العاص وذلك لثمان سنين من ولايته وجعل سعيدا على القضاء ابن عبد الرحمن مكان عبد الله بن الحرث ثم عزل معاوية سعيدا سنة أربع وخمسين ورد إليها مروان (قدوم زياد) وكان زياد قد امتنع بفارس بعد مقتل على كما قدمناه وكان عبد الرحمن ابن أخيه أبى بكرة يلي أمواله بالبصرة ورفع إلى معاوية أن زيادا استودع أمواله عبد الرحمن فبعث إلى المغيرة بالكوفة أن ينظر في ذلك فأحضر عبد الرحمن وقال له ان يكن أبوك أساء إلى فقد أحسن عمك وأحسن العذر عند معاوية (ثم قدم المغيرة) على معاوية فذكر له ما عنده من الوجل باعتصام زياد بفارس فقال داهية العرب معه أموال فارس يدبر الحيل فما آمن أن يبايع لرجل من أهل البيت ويعيد الحرب خدعة فاستأذنه المغيرة أن يأتيه ويتلطف له ثم أتاه وقال إن معاوية بعثني إليك وقد بايعه الحسن ولم يكن هناك غيره فخذ لنفسك قبل أن يستغنى معاوية عنك قال أشر على
(٥)