* (خروج سودب) * خرج سودب هذا أيام عمر بن عبد العزيز على رأس المائة واسمه بسطام وهو من بنى يشكر فخرج في مائتي رجل وسار في خوخى وعامل الكوفة يومئذ عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فكتب إليه عمران لا يعرض لهم حتى يقتلوا أو يفسدوا فيوجه إليهم الجند مع صليب حازم فبعث عبد الحميد بن جرير بن عبد الله البجلي في ألفين فأقام بإزائه لا يحركه وكتب عمر إلى سودب بلغني أنك خرجت غضبا لله ولرسوله وكنت أولى بذلك منى؟؟ أناظرك فإن كان الحق معنا دخلت مع الناس وان كان الحق معك نظرنا في أمرك فبعث إليه عاصما الحبشي مولى بنى شيبان ورجلا من بنى يشكر فقدما عليه بخاصر فسألهما ما أخرجكم وما الذي نقمتم فقال عاصم ما نقمنا سيرتك انك لتتحرى العدل والاحسان فأخبرنا عن قيامك بهذا الامر مشورة من الناس أم غلبت عليه قال عمر ما سألته ولا غلبت عليه وعهد إلى رجل قبلي فقمت ولم ينكر أحد ومذهبكم الرضا لكل من عدل وان أنا خالفت الحق فلا طاعة لي عليكم قالا فقد خالفت أعمال أهل بيتك وسميتها مظالم فتبرأ منهم والعنهم فقال عمر أنتم تريدون الآخرة وقد أخطأتم طريقها وان الله لم يشرع اللعن وقد قال إبراهيم ومن عصاني فإنك غفور رحيم وقال أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده وبقي تسمية أعمالهم مظالم ذما ولو كان لعن أهل الذنوب فريضة لوجب عليكم لعن فرعون أنتم لا تلعنونه وهو أخبث الخلق فكيف ألعن أنا أهل بيتي وهم مصلون صائمون ولم يكفروا بظلمهم لان النبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى الايمان والشريعة فمن عمل بها قبل منه ومن أحدث حدثا فرض عليه الحد فقالا فان النبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى التوحيد والاقرار بما نزل عليه فقال عمر وليس أحد ينكر ما نزل عليه ولا يقول لا أعمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن القوم أسرفوا على أنفسهم قال عاصم فابرأ منهم ورد أحكامهم قال عمر أتعلمان أن أبا بكر سبى أهل الردة وان عمر ردها بالفدية ولم يبرأ من أبى بكر وأنتم لا تبرؤون من واحد منهما قال فأهل النهروان خرج أهل الكوفة منهم فلم يقتتلوا ولا استعرضوا وخرج أهل البصرة فقتلوا عبد الله بن حباب وجارية حاملا ولم يتبرأ من لم يقتل ممن قتل واستعرض ولا أنتم تتبرؤون من واحد منهما وكيف ينفعكم ذلك مع علمكم باختلاف أعمالكم ولا يسعني أنا البراءة من أهل بيتي والدين واحد فاتقوا الله ولا تقبلوا المردود وتردوا المقبول وقد أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد شهادة الاسلام وعصم ماله ودمه وأنتم تقتلونه ويأمن عندكم سائر الأديان وتحرمون دماءهم وأموالهم فقال اليشكري من استأمن على قوم
(١٦٢)