أعيانهم إلى واسط ولقيهم جيش بن البريدي في الماء على الظهر فانهزموا إلى البصرة وأسروا من أعيانهم جماعة ثم سار معز الدولة سنة ست وثلاثين إلى البصرة ومعه المطيع لاستنقاذها من يد أبى القاسم بن البريدي وسلكوا إليها البرية فبعث القرامطة يعذلون في ذلك معز الدولة فكتب يهددهم ولما قارب البصرة استأمنت إليه عساكر أبى القاسم وهرب هو إلى القرامطة فأجاروه وملك معز الدولة البصرة ثم سار منها إلى الأهواز لتلقى أخيه عماد الدولة وترك المطيع وأبا جعفر الصهيري بالبصرة ولقى أخاه بأرجان ثم عاد إلى بغداد والمطيع معه وأراد السير إلى الموصل فأرسل إليه ناصر الدولة في الصلح وحمل المال فتركه ثم انتقص سنة سبع وثلاثين فسار إليه معز الدولة وملك الموصل ولحق ناصر الدولة بنصيبين وأخذ معز الدولة في ظلم الرعايا وعسفهم ثم بعث إليه أخوه ركن الدولة بأصبهان بأن عسكر خراسان قصدت جرجان والري واستمده فاضطر معز الدولة إلى صلح ناصر الدولة عن الموصل والجزيرة وما ملكه سيف الدولة من الشأم دمشق وحلب على ثمانية آلاف ألف ألف درهم ويخطب لعماد الدولة وركن الدولة ومعز الدولة بنى بويه فاستقر الصلح على ذلك وعاد إلى بغداد * (ابتداء أمر بنى شاهين بالبطيحة) * كان عمران بن شاهين من أهل الجامدة وحصلت عنده جبايات فهرب إلى البطيحة خوفا من الحكام وأقام بين القصب والآجام يقتات بصيد السمك والطير كشف سابلة البطيحة واجتمع عليه جماعة من الصيادين واللصوص ثم اشتد خوفه فاستأمن إلى أبي القاسم بن البريدي صاحب البصرة نقله جماعة الجامدة ونواحي البطائح وجمع السلاح واتخذ مقاتل على تلال البطيحة وغلب على نواحيها وسرح معز الدولة وزيره أبا جعفر الصهيري سنة ثمان وثلاثين فقاتله وهرب واستأمن أهله وعياله ثم جاء الخبر إلى معز الدولة بموت أخيه عماد الدولة بفارس واضطراب أحواله بها فكتب إلى الصهيري بالفرار إلى شيرزاد لاصلاح الأمور فسار إليها وعاد عمران بن شاهين إلى البطيحة واجتمع إليه أصحابه وقوى أمره وبعث معز الدولة إلى قتاله روزبهان من أعيان عسكره فأطال حصاره في مضايق البطيحة ثم ناجزه الحرب فهزمه عمران وهرب عسكره وصار أصحابه يطلبون البذرقة والخفارة من جند السلطان في السابلة وانقطع طريق البصرة الا على الظهر وكان الصهيري قد هلك وولى مكانه المهلبي فكتب معز الدولة إلى المهلبي وهو بالبصرة فصعد إلى واسط وأمده بالقواد والسلاح وأطلق يده في الانفاق فزحف إلى البطيحة وضيق على عمران فانتهى إلى مضايق خفية وأشار عليه روزبهان بمعاجلة القوم وكتب إلى معز الدولة يشكو المطاولة من المهلبي فكتب إليه
(٤٢٣)