أعظم من قتل حجر فطابت نفسه (ولما بلغ) عائشة خبر حجر وأصحابه أرسلت عبد الرحمن ابن الحرث إلى معاوية يشفع فيهم فجاء وقد قتلوا فقال لمعاوية أين غاب عنك حلم أبى سفيان فقال حيث غاب على مثلك من حلماء قومي وحملني ابن سمية فاحتملت وأسفت عائشة لقتل حجر وكانت تثنى عليه وقيل في سياقة الحديث غير ذلك وهو أن زيادا أطال الخطبة في يوم جمعة فتأخرت الصلاة فأنكر حجر ونادى بالصلاة فلم يلتفت إليه وخشى فوت الصلاة فحصبه بكف من الحصباء وقام إلى الصلاة فقام الناس معه فخافهم زياد ونزل فصلى وكتب إلى معاوية وعظم عليه الامر فكتب إليه أن يبعث به موثقا في الحديد وبعث من يقبض عليه فكان ما مر ثم قبض عليه وحمله إلى معاوية فلما رآه معاوية أمر بقتله فصلى ركعتين وأوصى من حضره من قومه لا تفكوا عنى قيدا ولا تغسلوا دما فانى لاقى معاوية غدا على الجادة وقتل اه (وقالت) عائشة لمعاوية أين حلمك عن حجر قال لم يحضرني رشيد اه (وكان) زياد قد ولى الربيع بن زياد الحارثي على خراسان سنة احدى وخمسين بعد أن هلك حسن بن عمر الغفاري وبعث معه من جند الكوفة والبصرة خمسين ألفا فيهم بريدة بن الحصيب وأبو برزة الأسلمي من الصحابة وغزا بلخ ففتحها صلحا وكانوا انتقضوا بعد صلح الأحمق بن قيس ثم فتح قهستان عنوة واستلحم من كان بناحيتها من الترك ولم يفلت منهم الاقيزل طرخان وقتله قتيبة بن مسلم في ولايته فلما بلغ الربيع بن زياد بخراسان قتل حجر سخط ذلك وقال لا تزال العرب تقتل بعده صبرا ولو نكروا قتله منعوا أنفسهم من ذلك لكنهم أقروا فذلوا ثم دعا بعد صلاة جمعة لأيام من خبره وقال للناس انى قد مللت الحياة وانى داع فأمنوا ثم رفع يديه وقال اللهم ان كان لي عندك خير فاقبضني إليك عاجلا وأمن الناس ثم خرج فما تواترت ثيابه حتى سقط فحمل إلى بيته واستخلف ابنه عبد الله ومات من يومه ثم مات ابنه بعده بشهرين واستخلف خليد بن عبد الله الحنفي وأقره زياد * (وفاة زياد) * ثم مات زياد في رمضان سنة ثلاث وخمسين بطاعون أصابه في يمينه يقال بدعوة ابن عمر وذلك أن زيادا كتب إلى معاوية انى ضبطت العراق بشمالي ويميني فارغة فاشغلها بالحجاز فكتب له عهده بذلك وخاف أهل الحجاز وأتوا عبد الله بن عمر يدعو لهم الله أن يكفيهم ذلك فاستقبل القبلة ودعا معهم وكان من دعائه اللهم اكفناه ثم كان الطاعون فأصيب في يمينه فأشير عليه بقطعها فاستدعى شريحا القاضي فاستشاره فقال إن يكن الاجل فرغ فتلقى الله أجذم (1) كراهية في لقائه والا فتعيش أقطع ويعير ولدك فقال لا أبيت والطاعون في لحاف واحد واعتزم على قطعها فلما نظر إلى النار والمكاوى جزع وتركه وقيل تركه لإشارة شريح وعذل الناس
(١٤)