جيشه فطردهم وافترقت جموعهم ولحق الغز بديار بكر وأثخنوا فيها وأطلق نصير الدولة أميرهم منصورا من يد ابنه فلم ينتفع منهم بذلك وقاتلهم صاحب الموصل فحاصروه ثم ركب في السفين ونجا إلى السند وملكوا البلد وعاثوا فيها وبعث قرواش إلى الملك جلال الدولة يستنجده والى دبيس بن مزيد وأمراء العرب وفرض الغز على أهل الموصل عشرين ألف دينار فثار الناس بهم وكان كوكباش قد فارق الموصل فرجع ودخلها عنوة في رجب سنة خمس وثلاثين وأفحش في القتل والنهب وكانوا يخطبون للخليفة ولطغرلبك بعده فكتب الملك جلال الدولة إلى طغرلبك يشكو له بأحوالهم فكتب إليه ان هؤلاء الغز كانوا في خدمتنا وطاعتنا حتى حدث بيننا وبين محمود ابن سبكتكين ما علمتم ونهضنا إليه وساروا في خدمتنا في نواحي خراسان فتجاوزوا حدود الطاعة وملكة الهيبة ولا بد من إنزال العقوبة بهم وبعث إلى نصير الدولة بعده يكفهم عنه وسار دبيس بن مزيد وبنو عقيل إلى قرواش حاجب الموصل وقعد جلال الدولة عن انجاده لما نزل به من الأتراك وسمع الغز بجموع قرواش فبعثوا إلى من كان بديار بكر منهم واجتمعوا إليهم واقتتل الفريقان فانهزم العرب أول النهار ثم أتيحت لهم الكرة على الغز فهزموهم واستباحوهم وأثخنوا فيهم قتلا وأسرا واتبعهم قرواش إلى نصيبين ورجع عنهم فساروا إلى ديار بكر وبلاد الأرمن والروم وكثر عيثهم فيها وكان طغرلبك واخوته لما جاؤوا إلى خراسان طالت الحروب بينهم وبين عساكر بنى سبكتكين حتى غلبوهم وحصل لهم الظفر وهزموا سياوشى حاجب مسعود آخر هزائمهم وملكوا هراة فهرب عنها سياوشى الحاجب ولحق بغزنة وزحف إليهم مسعود ودخلوا البرية ولم يزل في اتباعهم ثلاث سنين ثم انتهزوا فيه الفرصة باختلاف عسكره يوما على الماء فانهزموا وغنموا عسكره وسار طغرلبك إلى نيسابور سنة احدى وثلاثين فملكها وسكن السادياج وخطب له بالسلطان الأعظم العمال في النواحي وكان الدعار قد اشتد ضررهم بنيسابور فسد أمرهم وحسم عللهم واستولى السلجوقية على جميع البلاد وسار بيقو إلى هراة فملكها وسار داود إلى بلخ وبها القوتباق حاجب مسعود فحاصره وعجز مسعود عن امداده فسلم البلد لداود واستقل السلجوقية بملك البلاد أجمع ثم ملك طغرلبك طبرستان وجرجان من يد أنو شروان بن متوجهر قابوس وضمنها أنو شروان بثلاثين ألف دينار وولى على جرجان مرداويح من أصحابه بخمسين الف دينار وبعث القائم القاضي أبا الحسن الماوردي إلى طغرلبك فقرر الصلح بينه وبين جلال الدولة القائم بدولته ورجع بطاعته * (فتنه قرواش مع جلال الدولة) *
(٤٥٢)