عوده إلى بغداد فيعود استيلاؤه لمحبة العامة فيه وطاعتهم له فسار إلى الموصل وأصابه ومن معه في الطريق عطش فهلك الكثير منهم وذلك في ذي الحجة من سنة سبعين وأقام صهره علاء الدين ايتامش بالموصل ثم استأذن الخليفة في القدوم إلى بغداد فقدم وأقام بها عاطلا بغير اقطاع وهو الذي حمل قايماز على ما كان منه وولى الخليفة أستاذ داره سنجر المقتفوي ثم عزله سنة احدى وسبعين وولى مكانه أبا الفضل هبة الله بن علي ابن الصاحب * (فتنة صاحب خوزستان) * قد ذكرنا أن ملك شاه بن محمود ابن سلطان محمد استقر بخوزستان وذكرنا فتنة شملة مع الخلفاء ثم مات شملة سنة سبعين وملك ابنه مكانه ثم مات ملك شاه بن محمود وبقي ابنه بخوزستان فجاء سنة ثنتين وسبعين إلى العراق وخرج إلى البندنجين وعاث في الناس وخرج الوزير عضد الدين أبو الفرج في العساكر ووصل عسكر الحلة وواسط مع طاش تكين أمير الحاج وعز على وساروا للقاء العدو وكان معه جموع من التركمان فأجفلوا ونهبتهم عساكر بغداد ثم ردهم الملك ابن ملك شاه وأوقعوا بالعسكر أياما ثم مضى الملك إلى مكانه وعادت العساكر إلى بغداد * (مقتل الوزير) * قد ذكرنا أخبار الوزير عضد الدين أبى الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن رئيس الرؤساء أبى القاسم بن المسلمة كان أبوه أستاذ دار المقتفى ولما مات ولى ابنه مكانه ولما مات المقتفى أقره المستنجد ورفع قدره ثم استوزره المستضئ وكان بينه وبين قايماز ما قدمناه وأعاده المستضئ للوزارة فلما كانت سنة ثلاث وسبعين استأذن المستضئ في الحج فأذن له وعبر دجلة فسافر في موكب عظيم من أرباب المناصب واعترضه متظلم ينادى بظلامته ثم طعنه فسقط وجاء ابن المعوذ صاحب الباب ليكشف خبره فطعن الآخر وحملا إلى بيتهما فماتا وولى الوزير ظهير الدين أبو منصور ابن نصر ويعرف بابن العطار فاستولى على الدولة وتحكم فيها * (وفاة المستضئ وخلافة الناصر) * ثم توفى المستضئ بأمر الله أبو محمد الحسن بن يوسف المستنجد في ذي القعدة سنة خمس وسبعين لتسع سنين ونصف من خلافته وقام ظهير الدين العطار في البيعة لابنه أبى العباس أحمد ولقبه الناصر لدين الله فقام بخلافته وقبض على ظهير الدين بن العطار وحبسه واستصفاه ثم أخرجه من عشر ذي القعدة من محبسه ميتا وفطن به العامة
(٥٢٨)