على طرسوس وعزل مظفر بن حاج عنها سنة تسعين ثم عزل أبى العشائر وولاية رستم ابن برد وسنة ثنتين وتسعين وانتزاع الليث بن علي بن الليث بلاد فارس من يد طاهر بن محمد سنة ثلاث وتسعين بعد أن كان المكتفى عقد له عليها سنة تسعين وولاية أبى الهيجاء عبد الله بن حمدان على الموصل سنة ثلاث وتسعين وفى هذه السنة ثار داعية القرامطة باليمن إلى صنعاء فملكها واستباحها وتغلب على كثير من مدن اليمن وبعث المكتفى المظفر بن الحاج في شوال من هذه السنة إلى عمله باليمن فأقام به وفى سنة احدى وتسعين توفى الوزير أبو القاسم بن عبيد الله واستوزر مكانه العباس بن الحسن * (وفاة المكتفى وبيعة المقتدر) * ثم توفى المكتفى بالله أبو محمد علي بن المعتضد في شهر جمادى سنة خمس وتسعين لست سنين ونصف من ولايته ودفن بدار محمد بن طاهر من بغداد بعد أن عهد بالأمر إلى أخيه جعفر وكان الوزير العباس بن الحسن قد استشار أصحابه فيمن يوليه فأشار محمد بن داود ابن الجراح بعبد الله بن المعتز ووصفه بالعقل والرأي والأدب وأشار أبو الحسين بن محمد ابن الفرات بجعفر بن المعتضد بعد أن أطال في مفاوضته وقال له اتق الله ولا تول الا من خبرته ولا تول البخيل فيضيق على الناس في الارزاق ولا الطماع فيشره إلى أموال الناس ولا المتهاون بالدين فلا يجتنب المآثم ولا يطلب الثواب ولا تول من خبر الناس وعاملهم واطلع على أحوالهم فيستكثر على الناس نعمهم وأصلح الموجودين مع ذلك جعفر بن المعتضد قال ويحك وهو صبى فقال وما حاجتنا بمن لا يحتاج الينا ويستبد علينا ثم استشار علي بن عيسى فقال اتق الله وانظر من يصلح فمالت نفس الوزير إلى جعفر كما أشار ابن الفرات وكما أوصى أخوه فبعث صائفا الخدمي فأتى به من داره بالجانب الغربي ثم خشى عليه غائلة الوزير فتركه في الحراقة وجاء إلى دار الخلافة فأخذ له البيعة على الحاشية ثم جاء به من الحراقة وأقعده على الأريكة وجاء الوزير والقواد فبايعوه ولقب المقتدر بالله وأطلق يد الوزير في المال وكان خمسة عشر ألف ألف دينار فأخرج منه حق البيعة واستقام الامر * (خلع المقتدر بابن المعتز واعادته) * ولما بويع المقتدر وكان عمره ثلاث عشرة سنة استصغره الناس وأجمع الوزير خلعه والبيعة لابي عبد الله محمد بن المعتز وراسله في ذلك فأجاب وانتظر قدوم نارس حاجب إسماعيل بن سامان كان قد انتقض إلى مولاه وسار عنه فاستأذن في القدوم إلى بغداد وأذن له وقصد الاستعانة به على موالي المعتضد وأبطأ نارس عليه وهلك أبو عبد الله ابن المقتدر خلال ذلك فصرف الوزير وجهه لابي الحسين بن الموكل فمات فأقر
(٣٥٨)