الحسين بن سعيد بن حمدان من قبل ابن عمه ناصر الدولة فلما جاء إلى الموصل أصحاب السيكرى مع ابنه بعثهم ابن عمه بآذربيجان لقتال ديسم فلم تكن له به طاقة ورجع إلى الموصل واستولى ديسم على آذربيجان في طاعة وشمكير * (ظهور ابن رائق ومسيره إلى الشأم) * وفى سنة سبع وعشرين وثلثمائة سار يحكم إلى الموصل وديار ربيعة بسبب ان ناصر الدولة بن حمدان أخر المال الذي عليه من ضمان البلاد فأقام الراضي بتكريت وسار يحكم ولقيه ناصر الدولة على ستة فراسخ من الموصل فانهزم واتبعه يحكم إلى نصيبين ثم إلى آمد وكتب إلى الراضي بالفتح فسار من تكريت في الماء إلى الموصل وفارقه جماعة من القرامطة كانوا في عسكره وكان ابن رائق يكاتبهم من مكان اكتفائه فلما وصلوا بغداد خرج ابن رائق إليهم واستولى وطار الخبر إلى الراضي فأصعد من الماء وسار إلى الموصل وكتب إلى يحكم بذلك فرجع عن نصيبين بعد أن استولى عليها وشرع أهل العسكر يتسللون إلى بغداد فأهم ذلك يحكم ثم جاءت رسالة ابن حمدان في الصلح وتعجيل خمسمائة ألف درهم فأجابوه وقرره ورجعوا لي بغداد ولقيهم أبو جعفر محمد بن يحيى ابن شيرزاد رسولا عن ابن رائق في الصلح على أن يقلده الراضي طريق الفرات وديار مضر حران والرها وما جاورها جندي قنسرين والعواصم فأجابه الراضي وقلده وسار إلى ولايته في ربيع الآخر وكان يحكم قد استناب بعض قواد الأتراك على الأنبار واسمه بالبان وطلب تقليد طريق الفرات فقلد وسار إلى الرحبة ثم انتقض وعاد لابن رائق وعصى على يحكم فسار إليه غازيا وكبسه بالرحبة على حين غفلة لخمسة أيام من مسيره فظفر به وأدخله بغداد على جمل وحبسه وكان آخر العهد به * (وزارة ابن البريدي) * قد تقدم لنا مسير الوزير أبى الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات إلى الشأم ولما سار استناب بالحضرة عبد الله بن علي البصري وكان يحكم قد قبض على وزيره خلف بن طباب واستوزر أبا جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد فسعى في وزارة ابن البريد ليحكم حتى تم ذلك ثم ضمن ابن البريدي أعمال واسط بستمائة ألف دينار كل سنة ثم جاء الخبر بموت أبى الفتح بن الفرات بالرملة فسعى أبو جعفر بن شيرزاد في وزارة أبى عبد الله للخليفة فعقد له الراضي بذلك واستخلف بالحضرة عبد الله بن علي البصري كما كان مع أبي الفتح * (مسير ركن الدولة إلى واسط ورجوعه عنها) * لما استقر ابن البريدي بواسط بعث جيشا إلى السوس وبها أبو جعفر الظهيري وزير معز
(٤٠٧)