من جند ابن طولون مقتلة عظيمة ولحق فلهم بدمشق وأبو العباس في اتباعهم فجلوا عنها وملكها في شعبان سنة احدى وسبعين ورجعت عساكر خمارويه إلى الرملة فأقاموا بها وزحف إسحاق بن كنداج إلى الرقة وعليها وعلى الثغور والعواصم ابن دعاص من قبل خمارويه فقاتله وكان الظهور لإسحاق ثم زحف أبو العباس المعتضد من دمشق إلى الرملة وسار خمارويه من مصر واجتمع بعساكره في الرملة على ماء الطواحين وكان المعتضد قد استفسد لابن كنداج وابن أبي الساج ونسبهما لي الجبن في انتظارهما إياه في محاربة خمارويه وعبى المعتضد عساكره ولقى خمارويه وقد أكمن له فانهزم خمارويه أولا وملك المعتضد خيامه وشغل أصحابه بالنهب فخرج عليهم الكمين فانهزم المعتضد إلى دمشق فلم يفتح له أهلها فراح إلى طرسوس وأقام العسكران يقتتلان دون أمير وأقام أصحاب خمارويه عليهم أخاه سعدا مكانه وذهبوا إلى الشأم فملكوه أجمع وأذهبوا منه دعوة لموفق وابنه وبلغ الخبر إلى خمارويه فسر وأطلق الأسرى الذين كانوا معه ثم ثار أهل طرسوس بأبي العباس فأخرجوه وسار إلى بغداد وولوا عليهم مازيار فاستبد بها ثم دعا لخمارويه بعد أن وصله بمال جليل يقال أنفذ إليه ثلاثين ألف دينار وخمسمائة ثوب وخمسمائة مطرف وسلاحا كثيرا فدعا له ثم بعث إليه بخمسين ألف دينار * (وفاة صاحب طبرستان وولاية أخيه) * ثم توفى الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان في رجب سنة سبعين لعشرين سنة من ولايته وولى مكانه أخوه وكان على قزوين أتكوتكين فسار إلى الري في أربعة آلاف فارس وسار إليه محمد بن زيد في عالم كثير من الديلم والخراسانية والتقوا فانهزم محمد بن زيد وقتل من عسكره نحو من ستة آلاف وأسر ألفان وغنم أتكوتكين عسكرا وملك الري وأغرم أهلها مائة ألف دينار وفرق عماله عليها وسار محمد بن زيد إلى جرجان ثم عزل عمرو بن الليث عن خراسان وولى عليها محمد بن طاهر واستخلف محمد ابن رافع بن هرثمة وسار سنة خمس وسبعين إلى جرجان وهرب عنها ليلا إلى استرياد فحاصره رافع فيها سنتين حتى أجهده الحصار ففر عنها ليلا إلى سارية فاتبعه فهرب عن طبرستان سنة سبع وسبعين واستأمن رستم بن قارن إلى رافع بطبرستان فأمنه وبعث إلى سالوس محمد بن هارون نائبا عنه وأتاه بها علي بن كأني مستأمنا ثم جاءه محمد وحاصرهما بسالوس وانقطعت أخبارهما عن نافع ثم جاءه الخبر بحصارهما فسار إليهما فارتحل محمد بن زيد إلى أرض الديلم فدخل رافع خلفه وأثخن فيها نهبا وتخريبا إلى حدود قزوين وعاد إلى الري إلى أن توفى المعتمد سنة تسع وتسعين
(٣٣٢)