رائق سار الإخشيذ من مصر إلى دمشق وبها محمد بن يزداد من قبل ابن رائق فاستأمن إليه وملك الإخشيذ دمشق وأقر ابن يزداد عليها ثم نقله إلى شرطة مصر * (عود المتقى إلى بغداد وفرار البريدي) * لما استولى أبو الحسين البريدي على بغداد وأساء السيرة كما مر امتلأت القلوب منه نفرة فلما قتل ابن رائق أخذ الجند في الفرار عنه والانتقاض عليه ففر جحجح إلى المتقى واعتزم تورون وأنوش تكين والأتراك على كبس أبى الحسين البريدي وزحف تورون لذلك في الديلم فخالفه أنوش تكين في الأتراك فذهب تورون إلى الموصل فقوى بهم ابن حمدان والمتقي وانحدروا إلى بغداد وولى ابن حمدان على أعمال الخراج والضياع بديار مضر وهي الرها وحران ولقيا أبا الحسن أحمد بن علي بن مقاتل فاقتتلوا وقتل ابن مقاتل واستولى ابن طباب عليها ولما وصل المتقى وابن حمدان إلى بغداد هرب أبو الحسين ابن البريدي منها إلى واسط لثلاثة أشهر وعشرين يوما من دخوله واضطربت العامة وكثر النهب ودخل المتقى وابن حمدان في العساكر في شوال من السنة وأعاد أبا إسحاق القراريطي إلى الوزارة وولى تورون على الشرطة ثم سار إليهم أبو الحسين البريدي فخرج بنو حمدان للقائهم وانتهوا إلى المدائن فأقام بها ناصر الدولة وبعث أخاه سيف الدولة وابن عمه أبا عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان فاقتتلوا عنده أياما وانهزم سيف الدولة أولا ثم أمدهم ناصر الدولة بالقواد الذين كانوا معه وجحجح بالأتراك وعاودوا القتال فانهزم أبو الحسين إلى واسط وأقصر سيف الدولة عن اتباعه لما أصاب أصحابه من الوهن والجراح وعاد ناصر الدولة إلى بغداد منتصف ذي الحجة ثم سار سيف الدولة إلى واسط وهرب بنو البريدي عنها إلى البصرة فملكها وأقام بها * (استيلاء الديلم على آذربيجان) * كانت آذربيجان بيد ديسم بن إبراهيم الكردي من أصحاب يوسف بن أبي الساج وكان أبوه من أصحاب هارون الشاري من الخوارج ولما قتل هارون لحق بآذربيجان وشرد في الأكراد فولد له ديسم هذا فكبر وخدم ابن أبي الساج وتقدم عنده إلى أن ملك بعدهم آذربيجان وجاء السيكرى خليفة وشمكير في الجبل سنة ست وعشرين وغلبه على آذربيجان ثم سار هو إلى وشمكير وضمن له طاعة ومالا واستمده فأمده بعسكر من الديلم وساروا معه فغلب السيكرى وطرده وملك البلاد وكان معظم جيشه الأكراد فتغلبوا على بعض قلاعه فاستكثر من الديلم وفيهم صعلوك بن محمد بن مسافر بن الفضل وغيرهما فاستظهر بهم وانتزع من الأكراد ما تغلبوا عليه وقبض على جماعة من رؤسائهم وكان وزيره أبو القاسم علي بن جعفر قد ارتاب منه فهرب إلى الطرم وبها محمد بن مسافر
(٤١٣)