فنزل وقاتل الجلندي أياما أمر خازم أصحابه في آخرها أن يجعلوا على أطراف أسنتهم المشاقة ودوروها بالنفط ويشعلوها بالنيران ويرموها في بيوت القوم وكانت من خشب فلما اضطرمت فيها النار شغلوا بأهليهم وأولادهم عن القتل فحمل عليهم خازم وأصحابه فاستلحموهم وقتل الجلندي وعشرة آلاف فبعث خازم برؤوسهم إلى البصرة فبعثها سليمان إلى السفاح فندم اه ثم غزا خالد بن إبراهيم أهل كش فقتل الاخريد ملكها وهو مطيع واستباحهم وأخذ من الأواني الصينية المنقوشة المذهبة ومن الديباج والسروج ومتاع الصين وظرفه ما لم ير مثله وحمله إلى أبي مسلم بسمرقند وقتل عدة من دهاقين كش وملك طازان أخا الاخريد على كش ورجع أبو مسلم إلى مرو وبعد أن فتك في الصغد وبخاري وأمر ببناء سور سمرقند واستخلف زياد ابن صالح على بخارى وسمرقند ورجع أبو داود إلى بلخ ثم بلغ السفاح انتقاض منصور ابن جمهور بالسند فبعث صاحب شرطته موسى بن كعب واستخلف مكانه على الشرطة المسيب بن زهير وسار موسى لقتال ابن جمهور فلقيه بتخوم الهند وهو في نحو اثنى عشر ألفا فانهزم ومات عطشا في الرمال ورحل عامله على السند بعياله وثقلته فدخل بهم بلاد الخزر ثم انتقض سنة خمس وثلاثين زياد بن صالح وراء النهر فسار أبو مسلم إليه من مرو وبعث أبو داود خالد بن إبراهيم نصر بن راشد إلى ترمذ ليمنعها من زياد فلما وصل إليها خرج عليه ناس من الطالقان فقتلوه فبعث مكانه عيسى بن ماهان فسمع قتلة نصر فقتلهم وسار أبو مسلم فانتهى إلى آمد ومعه سباع بن النعمان الأزدي وكان السفاح قد دس معه إلى زياد بن صالح الأزدي أن ينتهز فرصة في أبى مسلم فيقتله ونمى الخبر إلى أبي مسلم فحبس سباعا بآمد وسار عنها وأمر عامله بقتله ولقيه قواد زياد في طريقه وقد خلعوا زيادا فدخل أبو مسلم بخارى ونجا زياد إلى دهقان هناك فقتله وحمل رأسه إلى أبي مسلم وكتب أبو مسلم إلى أبي داود فقتله وكان قد شغل بأهل الطالقان فرجع إلى كش وبعث عيسى بن ماهان إلى بسام فلم يظفر منها بشئ وبعث إلى بعض أصحاب أبي مسلم يعيب أبا داود عيسى فضربه وحبسه ثم أخرجه فوثب عليه الجند فقتلوه ورجع أبو مسلم إلى مرو * (حج أبى جعفر وأبى مسلم) * وفى سنة ست وثلاثين استأذن أبو مسلم السفاح في القدوم عليه للحج وكان منذ ولى خراسان لم يفارقها فأذن له في القدوم مع خمسمائة من الجند فكتب إليه أبو مسلم ان قد عاديت الناس ولست آمن على نفسي فاذن له في ألف وقال إن طريق مكة لا تحتمل العسكر فسار في ثمانية آلاف فرقهم ما بين نيسابور والري وخلف أمواله وخزائنه بارى
(١٧٩)