إلى يزيد بن عبد الملك فأمنه وأقام عمر وعثمان عند رتبيل حتى أمنهما أسد بن عبد الله القسري وقدما عليه بخراسان * (ولاية مسلمة على العراق وخراسان) * ولما فرغ مسلمة بن عبد الملك من حرب بنى المهلب ولاه يزيد بن عبد الملك على العراق وجمع له ولاية البصرة والكوفة وخراسان فأقر على الكوفة محمد بن عمر بن الوليد وكان قد قام بأمر البصرة بعد بنى المهلب شبيب بن الحرث التميمي فبعث عليها مسلمة عبد الرحمن بن سليم الكلبي وعلى شرطتها عمر بن يزيد التميمي وأراد عبد الرحمن أن يقتل شيعة بن المهلب بالبصرة فعزله وولى على البصرة عبد الملك بن بشر بن مروان وأقر عمر ابن يزيد على الشرطة واستعمل مسلمة على خراسان صهره على سعيد ابن عبد العزيز بن الحرث بن الحكم بن أبي العباس ويلقب سعيد خدينة دخل عليه بعض العرب بخراسان وعليه ثياب مصبغة وحوله مرافق مصبغة وسئل عنه لما خرج فقال خدينة وهي الدهقانة ربة البيت ولما ولاه على خراسان سار إليها فاستعمل شعبة بن ظهير النهشلي على سمرقند فسار إليها وقدم الصغد وكان أهلها كفروا أيام عبد الرحمن بن نعيم ثم عادوا إلى الصلح فوبخ ساكنها من العرب وغيرهم بالجبن فاعتذروا بأمر أميرهم علي بن حبيب العبدي ثم حبس سعيد عمال عبد الرحمن بن عبد الله وأطلقهم ثم حبس عمال يزيد بن المهلب رفع لهم انهم اختانوا الأموال فعذبهم فمات بعضهم في العذاب وبقي بعضهم بالسجن حتى غزاهم الترك والصغد فأطلقهم * (العهد لهشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد) * لما بعث يزيد بن عبد الملك الجيوش إلى يزيد بن المهلب مع مسلمة أخيه والعباس بن أخيه الوليد قال له العباس انا نخاف أن يرجف أهل العراق بموتك ويبث ذلك في أعضادنا وأشار عليه بالعهد لعبد العزيز أخيه بن الوليد وبلغ ذلك مسلمة فجاءه وقال أخوك أحق فان ابنك لم يبلغ وأشار عليه بأخيه هشام وابنه الوليد من بعده والوليد ابن احدى عشرة سنة فبايع لهما كذلك ثم بلغ ابنه الوليد فكان إذا رآه يقول الله بيني وبين من قدم هشاما عليك * (غزوة الترك) * لما ولى سعيد خراسان استضعفه الناس وسموه خدينة واستعمل شعبة على سمرقند ثم عزله كما مر وولى مكانه عثمان بن عبد الله بن مطرف بن الشخير فطمعت الترك وبعثهم خاقان إلى الصعد وعلى الترك كور صول وأقبلوا حتى نزلوا قصر الباهلي وفيه مائة أهل
(٨٠)