وأحضره عند أخيه صمصام الدولة واتهم وزيره ابن سعدان بمداخلتهم فقتله ومضى أسفار إلى أبي الحسين بن عضد الدولة وباقي الديلم إلى شرف الدولة وسار شرف الدولة إلى الأهواز فملكها من يد أخيه الحسين ثم ملك البصرة من يد أخيه أبى طاهر وراسله صمصام الدولة في الصلح فاتفقوا على الخطبة لشرف الدولة بالعراق وبعث إليه بالخلع والألقاب من الطائع * (نكبة صمصام الدولة وولاية أخيه شرف الدولة) * لما ملك شرف الدولة من يد أخيه أبى طاهر سار إلى واسط فملكها وعمد صمصام الدولة إلى أخيه أبى نصر وكان محبوسا عنده فأطلقه وبعثه إلى أخيه شرف الدولة بواسط يستعطفه به فلم يلتفت إليه وجزع صمصام الدولة واستشار أصحابه في طاعة أخيه شرف الدولة فخوفوه عاقبته وأشار بعضهم بالصعود إلى عكبرا ثم منها إلى الموصل وبلاد الجبل حتى يحدث من أمر الله في فتنة بين الأتراك والديلم أو غير ذلك ما يسهل العود وأشار بعضهم بمكاتبة عمه فخر الدولة والمسير على طريق اصبهان فيخالف شرف الدولة إلى فارس فربما يقع الصلح على ذلك فأعرض صمصام الدولة عن ذلك كله وركب البحر إلى أخيه شرف الدولة فتلقاه وأكرمه ثم قبض عليه لأربع سنين من امارته وسار إلى بغداد في شهر رمضان من سنة ست وسبعين فوصلها وأخوه صمصام الدولة في اعتقاله واستفحل ملكه واستطال الديلم على الأتراك بكثرتهم فإنهم بلغوا خمسة عشر ألفا والأتراك ثلاثة آلاف ثم كثرت المنازعات بينهم وعض الديلم بالأتراك وأرادوا إعادة صمصام الدولة إلى الملك ثم اقتتلوا فغلبهم الديلم وقتلوا منهم وغنموا أموالهم وسار بعضهم فذهب في الأرض ودخل الآخرون مع شرف الدولة إلى بغداد وخرج لطائع لتلقيه وهنأه وأصلح شرف الدولة بين الفريقين وبعث صمصام الدولة إلى فارس فاعتقل بها واستوزر شرف الدولة أبا منصور بن صالحان * (ابتداء دولة باد وبنى مروان بالموصل) * قد تقدم لنا ان عضد الدولة استولى على ملك بنى حمدان بالموصل سنة سبع وستين ثم استولى على ميا فارقين وآمد وسائر ديار بكر من أعمالهم وعلى ديار مضر أيضا من اعمالهم سنة ثمان وستين وولى عليها أبا الوفاء من قواده وذهب ملك بنى حمدان من هذه النواحي وكان في ثغور ديار بكر جماعة من الأكراد الحميدية مقدمهم أبو عبد الله الحسين بن دوشتك ولقبه باد وكان كثير الغزو بتلك البلاد وإخافة سبلها وقال ابن الأثير حدثني بعض أصدقائنا من الأكراد الحميدية أن اسمه باد وكنيته أبو شجاع
(٤٣٣)