وركب سليمان إليهم وعطف الجناني على من في النهر وخرجت الكمائن من خلفهم فأثخنوا فيهم إلى معسكرهم ثم بيتوهم ليلا فنالوا منهم وانكشف سليمان قليلا ثم عبر أصحابه وأتاهم من وجوه عديدة برا وبحرا فانهزم تكين وغنم الزنج عسكره ثم استخلف سليمان على عسكره الجناني وسار إلى صاحب الخبيث سنة ثلاث وستين ومضى الجناني بالعسكر لطلب الميرة فاعترضه جعلان من قواد السلطان وهزمه وأخذ سيفه ثم زحف منجور ومحمد بن علي بن حبيب من القواد وبلغ الحجاجية فرجع سليمان معدا إلى طهتا يريد جعلان وفى مقدمته الجناني ثم كر إلى ابن خبيث فهزمه وقتل أخاه وغنم ما معه ثم سار في شعبان إلى قرية حسان فأوقع بالقائد هناك جيش ابن خمار تكين وهزمه ونهب القرية وأحرقها ثم بعث العساكر في الجهات للنهب برا وبحرا واعترض جعلان بعضهم فأوقع بهم ثم سار سليمان إلى الرصافة فأوقع بالقائد بها واستباحها وغنم ما فيها ورجع إلى منزله بمدينة الخبيث وجاء مطر إلى الحجاجية فعاث فيها وأسر جماعة منها كان منهم القاضي سليمان فحمله إلى واسط ثم سار إلى طهتا وكتب الجناني بذلك إلى سليمان فوافاه لثنتين من ذي الحجة وجاء أحمد بن كيتونة بعد أن كان سار إلى الكوفة وجبيل فعاد إلى البريدية وصرف جعلان وضبط تلك الأعمال وأوقع تكين بسليمان وقتل جماعة من قواده ثم ولى الموفق على مدينة واسط محمد بن الوليد وجاءه في العساكر واستمد سليمان صاحبه بالخليل بن أبان في ألف وخمسمائة مقاتل فزحف إلى ابن المولد وهزمه واقتحم واسط بها منكجور البخاري فقاتله عامة يومه ثم قتل ونهب البلد وأحرقها وانصرف سليمان إلى جبيل واستدعوه في نواحيها تسعين ليلة * (استيلاء ابن طولون على الشأم) * كان على دمشق أيام المعتمد مأجور من قواد الأتراك فتوفى سنة أربع وستين وقام ابنه على مكانه وتجهز أحمد بن طولون من مصر إلى دمشق وكتب إلى ابن مأجور بأن المعتمد أقطعه الشأم والثغور فأجاب بالطاعة وسار أحمد واستخلف على مصر ابنه العباس ولقيه ابن مأجور بالرملة فولاه عليها وسار إلى دمشق فملكها وأقر القواد على أقطاعهم ثم سار إلى حمص فملكها ثم حماة ثم حلب وكان على أنطاكية وطرسوس سيما الطويل من قواد الأتراك فبعث إليه ابن طولون بالطاعة وأن يقره على ولايته فامتنع فسار إليه ودلوه على عورة في سور البلد نصب عليها المجانيق وقاتله فملكها عنوة وقتل سيما في الحرب فسار ثم قصد طرسوس فدخلها واعتزم على المقام بها ويريد الغزو وشكا أهلها غلاء السعر وسألوه الرحيل فرحل عنهم إلى الشأم ومضى إلى حران وبها محمد بن أتامش فحاربه وهزمه واستولى عليها ثم جاءه الخبر بانتقاض ابنه العباس بمصر
(٣١٧)