سفن الميرة التي كانت عند اصطيخور وبعث طلائعه إلى دجلة فلقوا جيش الموفق فرجعوا هاربين وطلائع الموفق في اتباعهم وعبروا النهر منهزمين وبقي يحيى فقاتل وانهزم ودخل في بعض السفن جريحا وغنم طلائع الموفق غنائمهم والسفن وأحرقوا بعضها وعبروا الماخوره على يحيى فأنزلوه من سفنهم خشية على أنفسهم فسعى به طبيب كان يداوى جراحه وقبض عليه وحمل إلى سامرا وقطع ثم قتل ثم أنفذ الخبيث علي بن أبان وسليمان بن موسى الشعراني من قواده إلى الأهواز وضم إليهما الجيش الذي كان مع يحيى ومحمد البحراني وذلك سنة تسع وخمسين فلقيهما اصطيخور بدستميسان وانهزم امامهما وغرق وهلك من أصحابه خلق وأسر الحسن بن هزيمة والحسن بن جعفر وغيرهما وحبسوا ودخل الزنج الأهواز فأقاموا يفسدون في نواحيها ويغنمون إلى أن قدم موسى بن بغا * (مسير ابن بغا لحرب الزنج) * ولما ملك الزنج الأهواز سنة تسع وخمسين سرح المعتمد لحربهم موسى بن بغا وعقد له على الاعمال فبعث إلى الأهواز عبد الرحمن بن مفلح والى البصرة إسحاق بن كنداجق والى بادرود إبراهيم بن سيما وأمرهم بمحاربة الزنج فسار عبد الرحمن إلى علي بن أبان فهزمه أولا ثم كانت لعبد الرحمن الكرة ثانيا فأثخن فيهم ورجعوا إلى الخبيث وجاء عبد الرحمن إلى حصن نهدى فعسكر به وزحف إليه علي بن أبان فامتنع عليه فسار إلى إبراهيم بن سيما ببادرود فواقعه فانهزم أولا إبراهيم ثم كانت له الكرة ثانيا وسار ابن أبان في الغياض فأضرموها عليهم نارا ففروا هاربين وأسر منهم جماعة وسار عبد الرحمن إلى علي بن ابان وجاءه المدد من الخبيث في البحر فبينما عبد الرحمن في حربه إذ بعث على جماعة من خلفه وشعر بهم فرجع القهقري ولم يصب منهم شئ الا بعض السفن البحرية ثم راجع حرب علي بن أبان وفى مقدمته فاشتموه فأوقعوا بعلى بن أبان ولحق بالخبيث صاحب الزنج وأقام عبد الرحمن بن مفلح وإبراهيم يتناوبان حرب الخبيث ويوقعان به وإسحاق بن كنداجق بالبصرة يقطع عنه المدد وهو يبعث لكل منهما طائفة يقاتلونهم وأقاموا على ذلك سبعة عشر شهرا إلى أن صرف موسى بن بغا عن حربهم ووليها مسرور البلخي كما نذكر * (استيلاء الصفار على فارس وطبرستان) * قد تقدم استيلاء يعقوب بن الليث الصفار على فارس أيام المعتز من يد علي بن الحسين ابن منيل ثم عادت فارس إلى الخلفاء ووليها الحرث بن سيما وكان بها من رجال العراق محمد بن واصل بن إبراهيم التميمي فاتفق مع أحمد بن الليث من الأكراد الذين بنواحيها
(٣٠٨)