شديد الهيبة ولم يكن أحد يتجاسر أن يعاقب غلاما ولا خادما إلا أن يرفعه إلى حجابه * (استيلاء ابن سامان على طبرستان من يد العلوي ومقتله) * ولما بلغ محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان والديلم ما وقع بعمرو بن الليث وانه أسر طمع هو في خراسان وظن أن ابن إسماعيل لا يتجاوز عمله فسار إلى جرجان وبعث إليه إسماعيل بالكف فأبى فجهر لحربه محمد بن هارون وكان من قواد رافع بن الليث واستأمن إلى عمرو ثم إلى إسماعيل فنظمه في قواده وندبه الآن لحرب محمد بن زيد فسار لذلك ولقيه على باب خراسان فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم محمد بن هارون أولا وافترقت عساكر محمد ابن زيد على النهب ثم رجع هو وأصحابه وانهزم محمد بن زيد وجرح جراحات فاحشة هلك منها لأيام وأسر ابنه زيد وبعث به إسماعيل إلى بخارا واجترأ عليه وغنم ابن هارون معسكرهم ثم سار إلى طبرستان فملكها وصار خراسان وطبرستان لبنى سامان واتصلت لهم دولة نذكر سياقة أخبارها عند افراد دولتهم بالذكر كما شرطناه في تأليفنا * (ولاية علي بن المعتضد على الجزيرة والثغور) * ولما ملك المعتضد آمد من يد ابن الشيخ كما قدمناه سار إلى الرقة وتسلم قنسرين والعواصم من يد عمال هارون بن خمارويه لأنه كان كتب إليه أن يقاطعه على الشأم ومصر ويسلم إليه أعمال قنسرين ويحمل إليه أربعمائة ألف دينار وخمسين ألفا فأجابوه وسار من آمد إلى الرقة فأنزل ابنه عليا الذي لقبه بعد ذلك بالمكتفي وعقد له على الجزيرة وقنسرين والعواصم سنة ست وثمانين واستكتب له الحسن بن عمر النصرابي واستقدم وهو بالرقة راغبا مولى الموفق من طروس فقدم عليه وحبسه وحبس ملنون غلامه واستصفى أموالهما ومات راغب لأيام من حبسه وقد كان راغب استبد بطرسوس وترك الدعاء لهارون بن خمارويه ودعا لبدر مولى المعتضد ولما جاء أحمد بن طبان للفر سنة ثلاث وثمانين تنازع معه راغب فركب أحمد البحر في رجوعه ولم يعرج على طرسوس وترك بها دميانة غلام بازيار وأمده فقوى وأنكر على راغب أفعاله بحمل دميانة إلى بغداد واستبد راغب إلى استدعاء المعتضد ونكبه كما قلناه وولى ابن الاخشاء على طرسوس فمات لسنة واستخلف أبا ثابت وخرج سنة سبع وثمانين غازيا فأسر وولى الناس عليهم مكانه علي بن الأعرابي ولحق بملطية في هذه السنة وصيف مولى محمد بن أبي الساج صاحب بردعة وكتب إلى المعتمد يسأله ولاية الثغور وقد وطأ صاحبه أن يسير إليه إذا وليها فيقصد ان ابن طولون ويملكان مصر من يده وظهر المعتضد على ذلك فسار لاعتراضه وقدم العساكر بين يديه فأخذوه بعين زربة وجاؤا به
(٣٥٢)