قبض عليه قديما بأمر فخر الملك فأراد أن يأخذ جزيرة بنى أسد منه ويوليها طرادا فساروا عن المدار واتبعهم ولحق الحسن بن دبيس آخرهم فأوقع به واستباحه ثم استأمن له مضر ومهارش فأمنهما وأشرك معهما طرادا في الجزيرة ورجع وأنكر عليه سلطان الدولة فعله ووصل إلى واسط والفتنة قائمة فأصلحها ثم بلغه اشتداد الفتن ببغداد فسار وأصلحها وكان أمر الديلم قد ضعف ببغداد وخرجوا إلى واسط * (الفتنة بين سلطان الدولة وأخيه أبى الفوارس) * قد ذكرنا أن سلطان الدولة لما ملك بعد أبيه بهاء الدولة ولى أخاه أبا الفوارس على كرمان فلما سار إليها اجتمع إليه الديلم وحملوه على الانتقاض وانتزاع الملك من يد أخيه فسار سنة ثمان إلى شيراز ثم سار منها ولقيه سلطان الدولة فهزمه وعاد إلى كرمان واتبعه سلطان الدولة فخرج هاربا من كرمان ولحق محمود بن سبكتكين مستنجدا به فأكرمه وأمده بالعساكر وعليهم أبو سعيد الطائي من أعيان قواده فسار إلى كرمان وملكها ثم إلى شيراز كذلك وعاد سلطان الدولة لحربه فهزمه وأخرجه من بلاد فارس إلى كرمان وبعث الجيوش في اثره فانتزعوا كرمان منه ولحق بشمس الدولة بن فخر الدولة بن بويه صاحب همذان وترك ابن سبكتكين لأنه أساء معاملة قائده أبى سعيد الطائي ثم فارق شمس الدولة إلى مهذب الدولة صاحب البطيحة فأكرمه وبعث إليه أخوه جلال الدولة من البصرة مالا وثيابا وعرض عليه المسير إليه فأبى وأرسل أخاه سلطان الدولة في المراجعة وأعاده إلى ولاية كرمان وقبض سلطان الدولة سنة تسع على وزير بن فانجس واخوته وولى مكانه أبا غالب الحسن بن منصور * (خروج الترك من الصين) * وفى سنة ثمان وأربعين خرجت من المفازة التي بين الصين وما وراء النهر أمم عظيمة من الترك تزيد على ثلثمائة ألف خيمة ويسمون الخيمة جذكان ويتخذونها من الجلود وكان معظمهم من الخطأ قد ظهروا في ملك تركستان فمرض ملكها طغان فساروا إليها وعاثوا فيها ثم أبل طغان واستنفر المسلمين من جميع النواحي وسار إليهم في مائة وعشرين ألفا فهزموا امامه واتبعهم مسيرة ثلاثة أشهر ثم كبسهم فقتل منهم نحوا من مائتي ألف وأسر مائة ألف وغنم من الدواب والبيوت وأواني الذهب والفضة من معمول الصين ما لا يعبر عنه * (ملك مشرف الدولة وغلبه على سلطان الدولة) * لم يزل سلطان الدولة ثابت القدم في ملكه بالعراق إلى سنة احدى عشرة وأربعمائة
(٤٤٣)