وصيفا البكتمرى مكانه على أعمال الري وولى محمد بن سليمان صاحب الجيش على الخوارج بها ثم وثب أحمد بن علي بن صعلوك صاحب اصبهان وقم على الري فملكها وكتب إليه المقتدر بالتنكير وأن يعود إلى قم فعاد ثم أظهر الخلاف وأجمع المسير إلى الري وسار وصيف البكتمرى لحربه وأمر نحريرا الصغير أن يسير مدد البكتمرى فسبقهم أحمد بن صعلوك إلى الري وملكها وقتل محمد بن سليمان صاحب الخوارج وبعث إلى نصر الحاجب ليصلح أمره بالمقاطعة على أعمال الري بمائة وستين ألف دينار وينزل عن قم فكتب له بذلك وولى غيره على قم * (خبر سجستان وكرمان) * كانت سجستان قد صارت لابن سامان منذ سنة ثمان وتسعين ومائتين ثم تغلب عليها كثير بن أحمد بن صهفود من يده فكتب المقتدر إلى عامل فارس وهو بدر بن عبد الله الحماقي أن يرسل العساكر لمحاربته ويؤمر عليهم دركا ويجعل على الخراج بها زيد ابن إبراهيم فسارت العساكر وحاربوا أهل سجستان فهزموهم وأسروا زيد بن إبراهيم وكتب كثير إلى المقتدر بالبراءة من ذلك وطوية أهل سجستان وأرسل المقتدر أن يسير لقتاله بنفسه فخاف كثير وطلب المقاطعة على خمسمائة ألف دينار في كل سنة فأجيب وقررت البلاد عليه وذلك سنة أربع وثلثمائة وانتقض في هذه السنة بكرمان صاحب الخوارج بها أبو زيد خالد بن محمد المارداني وسار منها إلى شيراز يروم التغلب على فارس فسار إليه بدر الحمامي العامل وحاربه فقتله وحمل رأسه إلى بغداد * (وزارة حامد بن العباس) * وفى سنة ست وثلثمائة قبض المقتدر على وزيره أبى الحسن بن الفرات بسبب شكوى الجند بمطله أرزاقهم واعتذر بضيق الأموال للنفقة في حروب ابن أبي الساج ونقص الارتياع بخروج الري عن ملكه فشغب الجند وركبوا وطلب ابن الفرات من الخليفة اطلاق مائتي ألف دينار من خاصته يستعين بها فنكر ذلك عليه لأنه كان ضمن القيام بأرزاق الأحشاد وجميع النفقات المرتبة فاحتج بنقص الارتياع وبالنفقة في الحرب كما تقدم فلم يقبل ويقال سعى فيه عند المقتدر بأنه يروم إرسال الحسين بن حمدان إلى أبي الساج فيحاربه وإذا سار عنده اتفقا على المقتدر فقتل المقتدر ابن حمدان وقبض على ابن الفرات في جمادى الآخرة وكان حامد بن العباس على الاعمال بواسط وكان منافرا لابن الفرات وسعى به عنده بزيادة ارتياعه على ضمانه فخشيه حامد على نفسه وكتب إلى نصر الحاجب والى والده المقتدر سعة نفسه وكثرة أتباعه وذلك
(٣٧٠)