القليظي بن ضمضم بن عدى بن جناب فبايعوا ذكرويه ويسمى بيحيى ويكنى بأبي القاسم ولقبوه الشيخ وانه من ولد إسماعيل الامام بن جعفر الصادق وأنه يحيى بن عبد الله ابن يحيى بن إسماعيل وزعم أن له مائة ألف تابع وان ناقته التي يركبها مأمورة فمن تبعها كان منصورا فقصدهم شبل مولى المعتضد في العساكر من ناحية الرصافة فقتلوه فسار إليهم شبل مولى أحمد بن محمد الطائي فأوقع بهم وجاء ببعض رؤسائهم أسيرا فأحضره المعتضد وقال له هل تزعمون أن روح الله وأنبيائه تحل في أجسادهم فتعصمكم من الزلل وتوفقكم لصالح العمل فقال له يا هذا أرأيت ان حلت روح إبليس فما ينفعك فاترك ما لا يعنيك إلى ما يعنيك قال له فقل فيما يعنيني فقال له قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوكم العباس حي فلم يطلب الامر ولا بايعه ثم مات أبو بكر واستخلف عمر وهو يرى العباس أو لم يعهد إليه عمر ولا جعله من أهل الشورى وكانوا ستة وفيهم الأقرب والأبعد وهذا اجماع منهم على دفع جدك عنها فبماذا تستحقون أنتم الخلافة فأمر به المعتضد فعذب وخلعت عظامه ثم قطع مرتين ثم قتل ولما وقع شبل بالقرامطة بسواد الكوفة ساروا إلى الشأم فانتهوا إلى دمشق وعليها طغج بن جف مولى أحمد بن طولون من قبل ابنه هارون فخرج إليهم فقاتلهم مرارا هزموه في كلها هذه أخبار بدايتهم ونقبض العنان عنها إلى أن نذكر سياقتها عند ما نعدد أخبارهم على شريطتنا في هذا الكتاب كما تقدم * (استيلاء ابن سامان على خراسان من يد عمرو بن الليث وأسره ثم مقتله) * لما تغلب عمرو بن الليث الصفار على خراسان من يد رافع بن الليث وقتله بعث برأسه إلى المعتضد وطلب منه أن يوليه ما وراء النهر مضافا إلى ولاية خراسان كتب له بذلك فجهز الجيوش لمحاربة إسماعيل بن أحمد صاحب ما وراء النهر وجعل عليهم محمد بن بشير من أخص أصحابه وبعث معه القواد فانتهوا إلى آمد من شط جيحون وعبر إليهم إسماعيل فهزمهم وقتل محمد بن بشير في ستة آلاف ولحق الفل بعمرو في نيسابور فتجهز وسار إلى بلخ وكتب إليه إسماعيل يستعطفه ويقول أنا في ثغر وأنت في دنيا عريضة فاتركني واستفد الفتى فأبى وصعب على أصحابه عبور النهر لشدته فعبر إسماعيل وأخذ الطرق على بلخ وصار عمرو محصورا ثم اقتتلوا فانهزم عمرو وتسرب من بعض المسالك عن أصحابه فوجد في أجمة وأخذ أسيرا وبعث به إسماعيل إلى سمرقند ومن هناك إلى المعتضد سنة ثمان وثمانين فحبسه إلى أن مات المعتضد سنة تسع بعدها فقتله ابنه المكتفى وعقد لإسماعيل على خراسان كما كانت لعمرو وكان عمرو عظيم السياسة وكان يستكثر من المماليك ويجرى عليهم الارزاق ويفرقهم على قواده ليطالعوه بأخبارهم وكان
(٣٥١)