الدخول فسار إلى قاشان فبعث إليه السلطان محمد شاه بن محمود فقصد اللحف ونزل على السيد محسن وبعث إلى المقتفى ليستأذنه في القدوم وبعث زوجته وولده رهنا على الطاعة والمناصحة فأذن له وقدم في خف من العساكر ثلثمائة أو نحوها وأخرج الوزير عون الدين بن هبيرة ولده لتلقيه ومعه قاضي القضاة والنقباء ودخل وعلى رأسه الشمسية وخلع عليه ولما كان المحرم من سنة احدى وخمسين حضر عند المقتفى بمحضر قاضي القضاة وأعيان العباسيين واستحلفه على الطاعة وأن لا يتعرض للعراق ثم خطب له ببغداد وبلقب أبيه السلطان محمد وبعث عسكرا نحو ثلاثة آلاف واستقدم داود صاحب الحلة فجعل له أمر الحجابة وسار نحو الجبل في ربيع وسار المقتفى إلى حلوان وسار إلى ملك شاه بن محمود أخي سليمان صاحب خوزستان فاستحلفه لسليمان شاه وجعله ولى عهده وأمدهما بالمال والأسلحة وساروا إلى همذان وأصبهان وجاءهم المذكر صاحب بلاد أران فكثر جمعهم وبلغ خبرهم السلطان محمد بن محمود فبعث إلى قطب الدين مودود بن زنكى صاحب الموصل ونائبه زين الدين ليستنجدهما فأجاباه وسار للقاء سليمان شاه وأصحابه فالتقوا في جمادى وانهزم سليمان شاه وافترقت عساكره وسار المذكر إلى بلاده وسار سليمان شاه إلى بغداد وسلك على شهرزور فاعترضه زين الدين على كوجك نائب قطب الدين بالموصل وكان مقطع شهرزور الأمير بران من جهة زين الدين فاعترضاه وأخذاه أسيرا وحمل زين الدين إلى الموصل فحبسه بقلعتها وبعث إلى السلطان محمد بالخبر * (حصار السلطان محمد بغداد) * كان السلطان محمد قد بعث إلى المقتفى في الخطبة له ببغداد فامتنع من اجابته ثم بايع لعمه سليمان وخطب له وكان ما قدمناه من أمره معه ثم سار السلطان محمد من همذان في العساكر نحو العراق فقدم في ذي الحجة سنة احدى وخمسين وجاءته عساكر الموصل مددا من قبل قطب الدين ونائبه زين الدين واضطربت الناس ببغداد وأرسل المقتفى عن فضلوا بواش صاحب واسط فجاء في عسكره وملك مهلهل الحلة فاهتم ابن هبيرة بأمر الحصار وجمع السفن تحت الناحى وقطع الجسر وأجفل الناس من الجانب الغربي ونقلت الأموال إلى حريم دار الخلافة وفرق المقتفى السلاح في الجند والعامة ومكثوا أياما يقتتلون ومد السلطان جسرا على دجلة فعبر على الجانب الشرقي حتى كان القتال في الجانبين ونفدت الأقوات في العسكر واشتد القتال والحصار على أهل بغداد لانقطاع الميرة والظهر من عسكر الموصل لان نور الدين محمود بن زنكى وهو أخو قطب الدين الأكبر بعث إلى زين الدين يلومه على قتال الخليفة ثم بلغ
(٥١٩)