لسنتين وثمانية أشهر من امارته ودفن بمشهد على بعد أن طالت علته بالاستسقاء وبعث وهو عليل إلى أخيه صمصام الدولة بفارس فشمله وبعث ابنه أبا على إلى بلاد فارس ومعه الخزائن والعدد وجملة من الأتراك وسئل شرف الدولة في العهد فملكه وأبى أن يعهد واستخلف أخاه بهاء الدولة لحفظ الأمور في حياته فلما مات قعد في المملكة وجاء الطائع للعزاء وخلع عليه للسلطنة فأقر أبا منصور بن صالحان على وزارته وبعث أبا طاهر إبراهيم وأبا عبد الله الحسن ابني ناصر الدولة بن حمدان إلى الموصل وكان في خدمته شرف الدولة فاستأذنا بهاء الدولة بعد موته في الاصعاد إلى الموصل فأذن لهما ثم ندم على ما فرط في أمرهما وكتب إلى خواشاذه بمدافعتهما فامتنعا وجاءا ونزلا بظاهر الموصل وثار أهل الموصل بالديلم والأتراك وخرجوا إلى بنى حمدان وقاتلوا الديلم فهزموهم وقتل الديلم كثيرا منهم واعتصم الباقون بدار الامارة فأخرجوهم على الأمان ولحقوا ببغداد وملك بنو حمدان الموصل وكان أبو علي بن شرف الدولة لما انصرف إلى فارس بلغه موت ابنه بالبصرة فبعث العيال والأموال في البحر إلى أرجان وثار هو إليها ثم سار إلى شيراز فوافاه بها عمه صمصام الدولة وأخوه أبو طاهر قد أطلقهما الموكلون بهما ومعهما قولاد وجاؤا إلى شيراز واجتمع عليهم الديلم وخرج أبو على إلى الأتراك فاجتمعوا عليه وقاتل صمصام الدولة والديلم أياما ثم سار إلى نسا فملكها وقتل الديلم بها ثم سار إلى أرجان وبعث الأتراك إلى شيراز لقتال صمصام الدولة فنهبوا البلد وعادوا إليه بأرجان ثم بعث بهاء الدولة إلى على ابن أخيه يستقدمه واستمال الأتراك سرا فحملوا أبا على على المسير إليه فسار في جمادى سنة ثمانين فأكرمه ثم قبض عليه وقتله ثم وقعت الفتنة ببغداد بين الأتراك والديلم واقتتلوا خمسة أيام ثم راسلهم بهاء الدولة في الصلح فلم يجيبوا وقتلوا رسله فظاهر الأتراك عليهم فغلبوهم واشتدت شوكة الأتراك من يومئذ وضعف أمر الديلم وصالح بينهم على ذلك وقبض على بعض الديلم وافترقوا * (خروج القادر إلى البطيحة) * كان إسحاق بن المقتدر لما توفى ترك ابنه أبا العباس أحمد الذي لقب بالقادر فجرت بينه وبين أخت له منازعة في ضيعة ومرض الطائع مرضا مخوفا ثم أبل فسعت تلك الأخت بأخيها وانه طلب الخلافة في مرض الطائع فأنفذ أبا الحسين بن حاجب النعمان في جماعة للقبض عليه وكان بالحريم الظاهري فغلبهم النساء عليه وخرج من داره متسترا ثم لحق بالبطيحة ونزل على مهذب الدولة فبالغ في خدمته إلى أن أتاه بشير الخلافة
(٤٣٥)