انتقض محمد بن أبي خالد على علي بن هشام بما كان يستحق به وغضب يوما مع زهير بن المسبب فقنعه بالسوط فسار إلى الحربية ونصب لهم الحرب وانهزم علي بن هشام إلى صرصر وقيل إن ابن هشام أقام الحد على عبد الله بن علي بن عيسى فغضب الحربية وأخرجوه واتصل ذلك بالحسن بن سهل وهو بالمدائن كما قلناه فانهزم إلى واسط أول سنة احدى ومائتين والفضل بن الربيع وقد ظهر من اختفائه من لدن الأمين وجاء عيسى ابن محمد بن أبي خالد من الرقة من عند طاهر فاجتمع هو وأبوه على قتال الحسن وهزموا كل من تعرض للقائهم من أصحابه وكان زهير بن المسيب عاملا للحسن على جوخى من السواد وكان يكاتب بغداد فركب إليه محمد بن أبي خالد وأخذه أسيرا وانتهب ماله وحبسه ببغداد عند ابنه جعفر ثم تقدم إلى واسط وبعثه ابنه هارون إلى النيل فهزم نائب الحسن بها إلى الكوفة فلحق بواسط ورجع هارون إلى أبيه وتقدم نحو واسط فسار الحسن عنها وأقام الفضل بن الربيع مختفيا بها واستأمن لمحمد وبعثه إلى بغداد وسار إلى الحسن على البقية ولقيتهم عساكر الحسن وقواده وانهزم محمد وأصحابه وتبعهم الحسن إلى تمام الصلح ثم لحقوا بجرجابا ووجه محمد ابن ابنه هارون إلى فأقام بها وسار محمد ابن ابنه أبو رتيل وهو جريح إلى بغداد فمات بها ودفن في داره سرا ومحمد أبو رتيل إلى زهير بن المسيب فقتله من ليلته وقام خزيمة بن خازم بأمر بغداد وبعث إلى عيسى بن محمد بأن يتولى حرب الحسن مكان أبيه وبلغ الحسن موت محمد فبعث عسكره إلى هارون بالنيل فغلبوا وانتهبوها ولحق هارون بالمدائن ثم اجتمع أهل بغداد وأرادوا منصور بن المهدى على الخلافة فأبى فجعلوه خليفة للمأمون ببغداد والعراق انحرافا عن الحسن بن سهل وقيل إن الحسن لما ساعد أهل بغداد عيسى بن محمد بن أبي خالد على حربه خام عنه فلاطفه ووعده بالمصاهرة ومائة ألف دينار والأمان له ولأهل بيته ولأهل بغداد وولاية النواحي فقبل وطلب خط المأمون بذلك وكتب إلى أهل بغداد انى شغلت بالحرب عن جباية الخراج فولوا رجلا من بنى هاشم فولوا المنصور ابن المهدى وأحصى عيسى أهل عسكره فكانوا مائة ألف وخمسة وعشرين ألفا وبعث منصور غسان بن الفرج إلى ناحية الكوفة فغزاه حميد الطوسي من قواد الحسن بن سهل وأخذ أسيرا ونزل النيل فبعث منصور بن محمد يقطين في العساكر إلى حميد فلقيه حميد بكونا فهزمه وقتل من أصحابه ونهب ما حول كونا ورجع إلى النيل وأقام ابن يقطين بصرصر * (أمر المطوعة) * ولما كثر الهرج ببغداد وامتدت أيدي الدعاوى بإذاية الناس في أموالهم وأفشى
(٢٤٦)