بسامرا مع إسحاق بن إبراهيم بن مصعب وكانت نكبة العظماء في الدولة على يديه وحبسهم بداره مثل أولاد المأمون وابن الزيات وصالح وعجيف وعمر بن الفرج وابن الجنيد وأمثالهم وكان له البريد والحجابة والجيش والمغاربة والأتراك وشرب ذات ليلة مع المتوكل فعربد على اتياخ وهم اتياخ بقتله ثم غدا عليه فاعتذر له ودس عليه من زين له الحج فاستأذن المتوكل فأذن له وخلع عليه وجعله أمير كل بلد يمر به وسار لذلك في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين أو ثلاث وثلاثين وسار العسكر بين يديه وجعلت الحجابة إلى وصيف الخادم ولما عاد اتياخ من الحج بعث إليه المتوكل بالهدايا والالطاف وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره بحبسه فلما قارب بغداد كتب إليه اسحق بأن المتوكل أمر أن يدخل بغداد وأن تلقاه بنو هاشم ووجوه الناس وأن يقعد بدار خزيمة بن خازم فيأمر للناس بالجوائز على قدر طبقاتهم ففعل ذلك ووقف اسحق على باب الدار فمنع أصحابه من الدخول إليه ووكل بالأبواب ثم قبض على ولديه منصور ومظفر وكاتبيه سليمان بن وهب وقدامة بن زياد وبعث اتياخ إليه يسأله الرفق بالولدين ففعل ولم يزل اتياخ مقيدا بالسجن إلى أن مات فقيل انهم منعوه الماء وبقي ابناه محبوسين إلى أن أطلقهما المنتصر بعد المتوكل * (شأن ابن البغيث) * كان محمد بن البغيث بن الحليس ممتنعا في حصونه بآذربيجان وأعظمها مرند واستنزل من حصنه أيام المتوكل وحبس بسامرا فهرب من حبسه ولحق بمرند وقيل إنه في حبس إسحاق بن إبراهيم بن مصعب وشفع فيه بغا الشرابي فأطلقه اسحق في كفالة محمد بن خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني وكان يتردد إلى سامرا حتى مرض المتوكل ففر ولحق بمرند وشحنها بالأقوات وجاءه أهل الفتنة من ربيعة وغيرهم فاجتمع له نحو ألفين ومائتي رجل والوالي بأذربيجان يومئذ محمد بن حاتم بن هرثمة فلم يقامعه فعزله المتوكل وولى حمدويه بن علي بن الفضل السعدي فسار إليه وحاصره بمرند مدة وبعث إليه المتوكل بالمدد وطال الحصار فلم يقن فيه فبعث بغا الشرابي في ألفى فارس فجاء لحصاره وبعث إليه عيسى بن الشيخ بن السلسل بالأمان له ولوجوه أصحابه أن ينزلوا على حكم المتوكل فنزل الكثير منهم وانفض جمعه ولحق ببغا وخرج هو هاربا ونهبت منازله وأسرت نساؤه وبناته ثم أدرك بطريقه وأتى به أسيرا وبأخويه صقر وخالد وأبنائه حليس وصقر والبغيث وجاء بهم بغا إلى بغداد وحملهم على الحجال يوم قدومه حتى رآهم الناس وحبسوا ومات االبغيث لشهر من وصوله سنة خمس وثلاثين وجعل بنوه في الشاكرية مع عبد الله بن يحيى خاقان
(٢٧٤)