ابن الأهتم على سليمان أن يوليه خراسان ولا يشعر بطلبته بذلك وسيره على البريد فقال له سليمان ان يزيد كتب إلى يذكر عملك بالعراق فقال نعم بها ولدت وبها نشأت ثم استشاره فيمن يوليه خراسان ولم يزل سليمان يذكر الناس وهو يردهم ثم حذره من وكيع وغدره قال فسم أنت قال شريطة الكمال الإجازة ممن أشير به وإذا علم يكره ذلك ثم قال هو يزيد بن المهلب فقال سليمان العراق أحب إليه فقال ابن الأهتم قد علمت ولكن نكرهه فيستخلف على العراق ويسير إلى خراسان فكتب عهد يزيد على خراسان وبعثه مع ابن الأهتم فلما جاء بعث ابنه مخادا على خراسان ثم سار بعده واستخلف على واسط الجراح بن عبد الله الحكمي وعلى البصرة ابن عبد الله بن هلال الكلابي وعلى الكوفة حرملة بن عيد اللخمي ثم عزله لأشهر بشير بن حيان النهدي فكانت قيس تطلب بثأر قتيبة وتزعم أنه لم يخلع فأوصى سليمان يزيد ان أقامت قيس بينة انه لم يخلع أن يقيد به من وكيع * (أخبار الصوائف وحصار قسطنطينية) * كانت الصوائف تعطلت من الشام منذ وفاة معاوية وحدوث الفتن واشتدت الفتن أيام عبد الملك اجتمعت الروم واستجاشوا على أهل الشأم فصالح عبد الملك صاحب قسطنطينية على أن يؤدى إليه كل يوم جمعة ألف دينار خشية منه على المسلمين ونظرا لهم وذلك سنة سبعين لعشر سنين من وفاة معاوية ثم لما قتل مصعب وسكنت الفتنة بعث الجيوش سنة احدى وسبعين في الصائفة فدخل فافتتح قيسارية ثم ولى على الجزيرة وأرمينية أخاه محمد بن مروان سنة ثلاث وسبعين فدخل في الصائفة إلى بلاد الروم فهزمهم ودخل عثمان بن الوليد من ناحية أرمينية في أربعة آلاف ولقيه الروم في ستين ألفا فهزمهم وأثخن فيهم بالقتل والأسر ثم غزا محمد بن مروان سنة أربع وسبعين فبلغ انبولية وغزا في السنة بعدها في الصائفة من طريق مرعش فدوخ بلادهم وخرج الروم في السنة بعدها إلى العتيق فغزاهم من ناحية مرعش ثانية ثم غزاهم سنة ست وسبعين من ناحية ملطية ودخل في الصائفة سنة سبع وسبعين الوليد بن عبد الملك فأثخن فيهم ورجع وجاء الروم سنة تسع وسبعين فأصابوا من أهل أنطاكية وظفروا بهم فبعث عبد الملك سنة احدى وثمانين ابنه عبيد الله بالعسكر ففتح قاليقلا ثم غزا محمد بن مروان سنة اثنتين وثمانين أرمينية وهزمهم فسألوه الصلح فصالحهم وولى عليهم أبا شيخ بن عبد الله فغدروه وقتلوه فغزاهم سنة خمس وثمانين وصاف فيها وشتى ثم غزا مسلمة بن عبد الملك أرض الروم ودوخها ورجع عاد إليها سنة سبع وثمانين فأثخن فيهم بناحية المصيصة وفتح حصونا كثيرة منها حصن بولق
(٧٠)