جرموز وجماعة من بنى تميم وذلك سنة ثمان وعشرين ومائة فانهزم الباقون وصفت مرو لليمن وهدموا دور المضرية * (ظهور الدعوة العباسية بخراسان) * قد ذكرنا أن أبا مسلم كان يتردد إلى الامام من خراسان ثم استدعاه سنة تسعة وعشرين ليسأله عن الناس فسار في سبعين من النقباء مؤدين بالحج ومر بنسا فاستدعى أسيدا فأخبره بان كتب الامام جاءت إليه مع الأزهر بن شعيب وعبد الملك بن سعيد ودفع إليه الكتب ثم لقيه بقومس كتاب الامام إليه والى سليمان بن كثير انى قد بعثت إليك براية النصر فارجع من حيث لقاك كتابي ووجه قحطبة إلى الامام بما معه من الأموال والعروض وجاء أبو مسلم إلى مرو وأعطى كتاب الامام لسليمان بن كثير وفيه الامر باظهار الدعوة فنصبوا أبا مسلم وقالوا رجل من أهل البيت ودعوا إلى طاعة بنى العباس وكتبوا إلى الدعاة باظهار الامر وترك أبو مسلم بقرية من قرى مرو في شعبان من سنة تسع وعشرين ثم بثوا الدعاة في طخارستان ومرو الروذ والطالقان وخوارزم وانهم ان أعجلهم عدوهم دون الوقت عاجلوه وجردوا السيوف للجهاد ومن شغله العدو عن الوقت فلا حرج عليه أن يظهر بعد الوقت ثم سار أبو مسلم فنزل على سليمان بن كثير الخزاعي آخر رمضان ونصر بن سيار يقاتل الكرماني وشيبان فعقد اللواء الذي بعث به الامام إليه وكان يدعى الظل على رمح أربعة عشر ذراعا ثم عقد الراية التي بعثها معه وتسمى السحاب وهو يتلو أذن للذين يقاتلون الآية ولبسوا السواد هو وسليمان ابن كثير وأخوه سليمان ومواليه ومن أجاب الدعوة من أهل تلك القرى وأوقدوا النيران ليلتهم لشيعتهم في خرقان فأصبحوا عنده ثم قدم عليه أهل السقادم مع أبي الوضاح في سبعمائة راجل وقدم من الدعاة أبو العباس المروزي وحصن أبو مسلم بسفيدنج ورمها وحضر عيد الفطر فصلى سليمان بن كثير وخطب على المنبر في العسكر وبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة وكبر في الأولى ست تكبيرات وفى الثانية خمسا خلاف ما كان بنو أمية يفعلون وكل ذلك مما سنه لهم الامام وأبوه ثم انصرفوا من الصلاة مع الشيعة فطمعوا وكان أبو مسلم وهو في الخندق إذا كتب نصر ابن سيار يبدأ باسمه فلما قوى بمن اجتمع إليه كتب إلى نصر وبدأ بنفسه وقال (أما بعد) فان الله تباركت أسماؤه عير قوما في القرآن فقال وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير إلى ولن تجد لسنة الله تحويلا فاستعظم الكتاب وبعث مولاه يزيد لمحاربة أبى مسلم لثمانية عشر شهرا من ظهوره فبعث إليه أبو مسلم مالك بن الهيثم الخزاعي فدعا إلى الرضا من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستكبروا فقاتلهم مالك وهو في مائتين
(١١٧)