بالملا من الحلة فتفرقوا في البلاد ولم يبق بالعراق منهم أحد وسلمت بطائحهم وبلادهم إلى ابن معروف * (الفتنة بواسط وما جرت إليه) * كان مقطع البصرة منكبرس من موالي المستنجد وقتله سنة تسع وخمسين وولى مكانه كمستكين وكان ابن سنكاه ابن أخي شملة صاحب خوزستان فانتهز الفرصة في البصرة ونهب قراها وأمر كمستكين بقتاله فعجز عن إقامة العسكر وأصعد ابن سنكاه إلى واسط ونهب سوادها وكان مقتطعها خلطوا برس فجمع وخرج لقتاله واستمال ابن سنكاه الأمراء الذين معه فخذلوه وانهزم وقتله ابن سنكاه سنة احدى وستين ثم قصد البصرة سنة ثنتين وستين ونهب جهتها الشرقية وخرج إليه كمستكين وواقعه وسار ابن سنكاه إلى واسط وخافه الناس ولم يصل إليها * (مسير شملة إلى العراق) * سار شملة صاحب خوزستان إلى العراق سنة ثنتين وستين وانتهى إلى قلعة الماهكي وطلب من المستنجد اقطاع البلاد واشتط في الطلب فبعث المستنجد العساكر لمنعه وكتب إليه يحذره عاقبة الخلاف فاعتذر بأن الدكز وربيبه السلطان أرسلان شاه أقطعا الملك الذي عنده وهو ابن ملك شاه بلاده البصرة وواسط والحلة وعرض التوقيع بذلك وقال أنا أقنع بالثلث منه فأمر المستنجد حينئذ بلعنه وانه من الخوارج وتعبت العساكر إلى أرغمش المسترشدي بالنعمانية والى شرف الدين أبى جعفر البلدي ناظر واسط ليجتمعا على قتال شملة وكان شملة أرسل مليح ابن أخيه في عساكر لقتال بعض الأكراد فركب إليه أرغمش وأسره وبعض أصحابه وبعث إلى بغداد وطلب شملة الصلح فلم يجب إليه ثم مات أرغمش من سقطة سقطها عن فرسه وبقي العسكر مقيما ورجع شملة إلى بلاده لأربعة أشهر من سفره * (وفاة الوزير يحيى) * ثم توفى الوزير عون الدين يحيى بن محمد بن المظفر بن هبيرة سنة ستين وخمسمائة في جمادى الأولى وقبض المستنجد على أولاده وأهله وأقامت الوزارة بالنيابة ثم استوزر المستنجد سنة ثلاث وستين شرف الدين أبا جعفر أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن البلدي ناظر واسط وكان عضد الدين أبو الفرج بن دبيس قد تحكم في الدولة فأمره المستنجد بكف يده وأيدي أصحابه وطالب الوزير أخاه تاج الدين بحساب عمله بنهر الملك من أيام المقتفى وكذلك فعل بغيره فخافه العمال وأهل الدولة وحصل بذلك أموالا جمة
(٥٢٤)