كنانة ياقوت ثم سار إلى ياقوت فأقام معه بواسط فلما قبض على ابن ياقوت وكتب ابن مقلة إليه والى ياقوت يعتذر عن قبض ابن ياقوت ويأمرهما بالمسير لفتح فارس فسار ياقوت على السوس والبريدي على طريق الماء حتى انتهيا إلى الأهواز وكان إلى أخويه أبى الحسن وأبى يوسف ضمان السوس وجندي سابور وادعيا ان دخل البلاد أخذه مرداويح وبعث ابن مقلة ثانيا لتحقق ذلك فوافاهم وكتب بصدقهم فاستولى ابن البريدي ما بين ذلك على أربعة آلاف ألف دينار ثم أشار أبو عبد الله بن علي بن ياقوت بالمسير لفتح فارس وأقام هو لجباية الأموال فحصل منها بغيته وسار ياقوت فلقيه ابن بويه على ارجان فهزمه وسار إلى عسكر مكرم واتبعه ابن بويه إلى رامهرمز وأقام بها إلى أن اصطلحا * (مقتل ياقوت) * قد تقدم لنا انهزام ياقوت من فارس أمام عماد الدولة ابن بويه إلى عسكر مكرم واستيلاء ابن بويه على فارس وكان أبو عبد الله البريدي بالأهواز ضامنا كما تقدم وكان مع ذلك كاتبا لياقوت وكان ياقوت يستنيم إليه ويثق به وكان مغفلا ضعيف السياسة فخادعه أبو عبد الله البريدي وأشار عليه بالمقام بعسكر مكرم وأن يبعث إليه بعض جنده الواصلين من بغداد تخفيفا للمؤنة وتحذيرا من شغبهم وبعث إليه أخاه بذلك أبا يوسف ودفع له من مال الأهواز خمسين ألف دينار ثم قطع عنه فضاق الحال عليه وعلى جنده وكان قد نزع إليه من أصحاب ابن بويه طاهر الحمل وكاتبه أبو جعفر الصهيري ثم انصرف عنه لضيق حاله إلى غربي تستر ليتغلب على ماه البصرة فكبسه ابن بويه وغنم معسكره واسر الصهيري فشفع فيه وزيره وأطلقه فلحق بكرمان واتصل بعد ذلك بمعز الدولة ابن بويه واستكتبه ولما انصرف طاهر عن ياقوت كتب إلى البريدي يشكو ضعفه واستطالة أصحابه فأشار عليه بارسالهم إلى الأهواز متعرفين لقومهم فلما وصلوا إليه انتقى خيارهم ورد الباقين وأحسن إلى من عنده وبعث ياقوت إليه في طلب المعز فلم يبعث إليه فجاءه بنفسه فتلقاه وترجل إليه وقبل يده وأنزله بداره وقام في خدمته أحسن مقام ووضع الجند على الباب يشغبون ويرومون قتله فأشار إليه بالنجاة فعاد إلى عسكر مكرم فكتب إليه يحذره اتباعهم وأن عسكر مكرم على ثمانية فراسخ من الأهواز وأرى ان تتأخر بتستر فتتحصن بها وكتب له على عامل تستر بخمسين ألف دينار وعذله خادمه مؤنس في شأن ابن البريدي وأراه خديعته وأشار عليه باللحاق ببغداد وأنه شيخ الحجرية وقد كاتبوك فسر إلى رياسة بغداد والا فتعاجل إلى البريدي وتخريجه عن الأهواز فصم عن نصيحته وأبى من قبول السعاية فيه وتسايل أصحابه إلى ابن البريدي
(٣٩٩)